الآن وبعد شهور أراك...
الآن وبعد شهور أتيت.. ولكن لماذا تأخرت؟ قد تأخرت كثيراً لأنّ الشوق طاف من روحي ..حبي أصبح شوقاً اسمي وكنيتي أصبحا شوقاً حياتي اليومية ووقتي كلّه أصبح شوقاً أنام وأستيقظ على شوق
أدركت أنّ أصعب شيء هو الشوق والانتظار للحبيب ولم أدرك مدى حبي لك إلا بعد ابتعادك عني هذه الشهور فكانت بالنسبة لي قروناً اشتقت إليك كثيراً يا عظيمتي إني أكره البعد والبعد إحراق...الفراق يدمر أكبر وأعظم وأنبل حب وخاصة في هذه الدنيا المؤلمة لماذا هذه الدنيا تريد فرقتنا وبعدنا ماذا فعلنا لهذه الدنيا هل لأننا النادرون في هذا العالم الملوث نحب بصدق وإخلاص متبادل هل أيضاً هذه الدنيا تريد بغضنا ألا يكفي الناس ألا يكفي أهلنا ألا تكفي الأعين الرقيبة من حولنا الذين يحسدوننا على وفائنا وصدقنا فلا أحد يصفنا ولا أحد يشهد على حبنا....عفواً....بل إن المقعد الذي جلسنا عليه يشهد إن عينينا و قلبينا تشهد.. مسامات جلد أيدينا تشهد.. الشوارع الخاوية التي مررنا بها تشهد..دعاؤنا الروحي لبعضنا يشهد...
أريدك أن تبقي بجانبي وتلتصقي بي كبياض العين وسوادها كالقلب والجسد... حبي لك يعيش في أعماق أعماقي ويجري بدمي وعروقي وشراييني يا أغلى جنان الخلد... فإن الله يعرف ما بداخلي وقلبي وما أفكر به يشهد... فيكفيني بالله شهيداً وأكتفي بربي وكيلا وشاهداً.