حالة استنفار قصوى تتملك المرء منا حينما يتم توجيه نقد الى ذاته.... فكلنا ينظر الى النقد على أنه اعتداء على شخصيتنا ومحاولة شريرة لإبراز عيوبها
لذا نشمر الساعد ونتأهب في شراسة لسحق أي معتد على ذواتنا ... ولكن الحقيقة يا أحبتي أننا جميعاً وبلا استثناء بشر غير معصومين وأن النقد في نظري هو الذي يرفعنا ويقربنا من إنسانيتنا...
والنقد هو وحده القادر على شحذ هممنا كي نطور من أنفسنا ونستدرك أخطاءنا ....نتوهم أن النقد يخبرنا والآخرين أننا أقل مما نحن في الحقيقة,,, أو نرى النقد جرح لكرامتنا أو لأن النقد سيدفعنا إلى تغيير وضع ما لا نريد تغييره
أو لأن الناقد غير مقبول لدينا..أو لأننا في حقيقة الأمر نمتلك من الغرور ما يجعلنا لا نقبل توجيه من أحد...
انظروا معي لأكرم وأكمل خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر حينما أتاه الخباب بن المنذر ليخبره في أدب أن المكان الذي خيموا فيه ليس استراتيجيا وأن لديه خطة وتصور أفضل من الخطة الحالية ... إنه استدراك على القائد وأي قائد ... أعظم خلق الله فما الذي فعله الحبيبي صلى الله عليه وسلم استمع الى صاحبه وأمر بتنفيذ أوامر الخباب بن المنذر ...
أحبتي في سيريا نيوز... إن القلوب العظيمة يا صديقي تقبل النقد بهدوء نفس وبساطة فننظر فيه بروية وتدبر فإن كان إيجابياً حقيقياً اشكر صاحبه وأجزل له الثناء وإن كان نقدا جائراً ظالماً أفحم الناقد بهدوئك وصبرك وحلمك... مقولة لعمر بن الخطاب لطالما أحببتها ( رحم الله امرأً أهدى إالى عيوبي)
أحبتي إن الأشجار اليانعة الضخمة عندما ترفض التكيف مع مستجدات المناخ وترفع أغصانها عاليا في كبر واعتزاز غير عابئة بنداءات الطبيعة ... تموت وتلفظها الحياة .. يراها الناس فيخدعون
بشموخها وعلوها وهي في الحقيقة الامر ليست سوى جماد لا حياة فيها يجب أن تقطع لتكون منضدة أو كرسي خشب للمدفأة ...
وأخيراً فلتكن صدورنا واسعة وأرواحنا سمحة ولنقبل النقد بثغر باسم ... ولنسكب على أعصابنا ماءاً بارداً ضد النقد الجائر ,,, وسنجد أن حياتنا أصبحت أكثر هدوءاً وسكينة ونضج.....
