صهل كموج العشق عند عتبات صمتي نثر النجوم من أصابعه أمام خطواتي الخائفة.....والعاشقة لحلم المستحيل.
أسكرني من نبيذ الكلمات المعتقة ...المنتقاة من أرقى معجم اللغة(الأرض)
نسج لي من قصائده شالا" صوفيا" حضن جسدي المتعب ،فتلون الشفق بعدها بالكبرياء دفأ بروحه ومن أنفاسه روحي
لكنه استعجل الرحيل
ترك لي تحت الوسادة ديوانا" غافيا"....ينسج أمنية من وجه نجمة
وديوانا" فتح أكفه على طاولة دراستي فتناثرت الأبيات كحفنة سكر ملونة
وديوانا" يتفتح كبراعم اللوز على رفوف المكتبة وتبعثر هو كما يتبعثر ضجيج الحنين...لذات ماض
لكن استعجل الرحيل بعدما....
زلزل الآذان بأنفجارات حنجرته...بأنفجارات أقلامه، زرع بين أوراق الليل...البنفسج والزعتر البري، رسم سنديانة
من أحرفه و عصفورا" عاشقا" للوطن.
لكنه بلا دموع رحل
الأرض هي المعلم الأول للبشرية
الوطن هو الحلم والبيت والأم والأخت والزوجة.....
ومهما تناثرت آهاتنا على أسرة الغربة لن تعطنا الدفء.
ومهما انغرسنا في أعماق النسيان....وسافرنا من منفى إلى آخر ...لن نصنع وطنا".
تراب معطر بالزيزفون محنى بدماء قرمزية ،يحضن بقايا الجسد المعذب من التجوال على دروب السفر الإجباري .
بقايا أنفاس محترقة من الحنين لموطن الصبا الأول، لموطن العشق الأول.....لوطن سيبقى اسمه فلسطين.
لكن قبل أن تعود فلسطين الوطن بلا دموع رحل
ابتسمت ،رقصت ،عندما أعلنوا عودتك....
فهناك في الأدراج تناثر كماس عشق عتيق قصائد لم تنثرها الجرائد
لملموا الكلمات ضمدوا جراحها وجراحي....وأعلنوا في الفضائيات آخر ما نسج محمودا درويش من إبداعات.
هكذا هي أشجار فلسطين تموت واقفة.
لكن محمود درويش رحل..... دون دموع ابتعد, فالرجال لا تبكي.
اضاؤوا له شمعة...وزرعوا على بيته الجديد شتلة برتقال....لينعم بحضن الوطن وهو جسد بلا روح
بعدما أبعده المحتلون الحاقدون على صوت الحق والحقيقة عن ثراه وهو روح لجسد
وبلا دموع رحل.