دور المدرسة بالتربية:
يأتي دور المدرسة مكملا لدور الأسرة والمنزل بعد الفترة التأسيسية الهامة التي بدأت بالخمس سنوات الأولى
وكما ذكرنا فهذه المرحلة تأسيسية وهامة لدرجة كبيرة ننتقل منها لمرحلة سن المدرسة التي لا تقل أهمية وخطورة .عن المرحلة السابقة , وهنا يبدأ عالم التأثير الخارجي يكبر أكثر فأكثر وهذا ما يستدعي الانتباه أكثر فأكثر للأساليب السليمة الصحية بتربية أبنائنا , والتعامل الحكيم لمستجدات الأبناء السلوكية فهم قد انطلقوا لعالم أكبر لا ينحصر فقط بالعائلة وربما قد يتشكل لهم عوالمهم الخاصة التي ينبغي لنا كآباء أن نحترمها ونوجهها التوجيه الصحيح بتضافر الجهود مع الدور الهام الذي ستلعبه مؤسساتهم المدرسية.
ان دور المدرسة وكوادرها متعدد ومتنوع وله مجالات كثيرة لا تنحصر فقط بالتعليم والنواحي العلمية فقط
بل تتعداه الى الأدوار التربوية والسلوكية والروحية, وقد صدق من سماها ببلادنا وزارة ومديريات التربية والتعليم.
والدور التعليمي ركيزة غائية مهمة للمدرسة ويجب أن يبنى على أسس ومبادئ سليمة يتم فيها البحث دائما عن أطر وأساليب جديدة ومتطورة يتحقق من خلالها تكوين البيئة المناسبة للطلاب للحصول على عوامل النجاح والتفوق العلمي.
فعلى ﺍﻟﻤﺭﺒﻲ ﻭﺍﻟﻤﺩﺭﺱ ﺃﻥ ﻴﻭﺠﻪ ﺍﻟﻁﻼﺏ ﺒﻴﻥ ﺤﻴﻥ ﻭﺁﺨﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻴﻨﻬﻡ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔﻭﻤﻨﻬﺎ ﻤﺜﻼﹰ:
١- ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻡ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﻤﺫﺍﻜﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ:
- ﺍﻟﺒﺩﺀ ﺒﺎﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻁﻕ ﻭﺍﻟﻔﻬﻡ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻭﺍﻟﻨﻅﺎﻡ.
- ﺍﺴﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻗﺒل ﺍﻟﺠﺯﺌﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺫﺍﻜﺭﺓ ﺃﻱ ﻤﻭﻀﻭﻉ.
- ﺍﺘﺨﺎﺫ ﻫﻴﺌﺔ ﻤﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﻟﻠﻤﺫﺍﻜﺭﺓ.
- ﺘﻨﻭﻴﻊ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻤﺫﺍﻜﺭﺓ ﻭﺍﻨﺘﻘﺎل ﻤﻥ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻵﺨﺭ ﺃﻭ ﻋﻠﻡ ﺇﻟﻰ ﺁﺨﺭ.
- ﺇﻋﻁﺎﺀ ﻓﺭﺼﺔ ﻟﻠﺭﺍﺤﺔ ﻜل ﺴﺎﻋﺔ.
٢- ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻡ ﻁﺭﻕ ﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ:
- ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻤﺎ ﺘﻌﻠﻤﻪ ﺃﻭ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل.
- ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻤﺫﺍﻜﺭﺓ ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻌﺏ ﻭﺍﻹﺭﻫﺎﻕ ﻭﺘﺸﺘﻴﺕ ﺍﻟﺫﻫﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ.
- ﺘﻜﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻤﺩﺭﻭﺱ ﻓﻲ ﻓﺘﺭﺍﺕ ﻤﺘﻘﺎﺭﺒﺔ.
- ﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﻤﺎ ﺘﻌﻠﻤﻪ ﺒﺎﻷﻤﺱ ﻗﺒل ﻤﺫﺍﻜﺭﺓ ﺸﻲﺀ ﺠﺩﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ.
- ﺇﻋﻁﺎﺀ ﻓﺭﺼﺔ ﻟﻠﺭﺍﺤﺔ ﻜل ﺴﺎﻋﺔ.
٣- ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻡ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺍﻟﺴﺅﻡ ﻭﺍﻟﻤﻠل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺫﺍﻜﺭﺓ:
- ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺫﺍﻜﺭﺓ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺍﻷﻤﺔ.
- ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﺃﻥ ﻜل ﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻤﻪ ﻤﻔﻴﺩﹰﺍ ﻟﻪ ﻭﻟﻐﻴﺭﻩ ﺁﺠﻼﹰ ﺃﻭ ﻋﺎﺠﻼﹰ.
- ﺘﻨﻭﻴﻊ ﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺫﺍﻜﺭﺓ ﻭﺍﻻﻨﺘﻘﺎل ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻌﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻬل ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺘﻌﺏ.
- ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺤﺒﻭﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻨﻔﺴﻪ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻟﻘﺭﺍﺀﺘﻪ ﻭﺃﻫﺩﺍﻓﻪ.
ﺘﻭﺠﻴﻪﺇﻟﻰ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﻭﺍﻟﺴﻠﻭﻜﻴﺎﺕ ﻨﺤﻭ ﺍﻷﺤﺴﻥ:
ﻗﺩﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻁﺎﻗﺎﺕ ﻫﺎﺌﻠﺔ ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻗﺩ ﺘﻌﻭﻗﻪ ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻴﺭيد ﺃﻥﻴﺘﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﻭﻟﻜﻥ ﻴﺠﻬل ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺃﺨﻼﻗﻪ, وتبصره ﺍﻷﺠﻴﺎل ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﻤﻬﻡﺠﺩﹰﺍ ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﺒﻭﺡ ﻷﺤﺩ ﺒﻬﺎ.
ﻭﺃﻫﻡﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ التي يمكن استخدامها لتعزيز الشخصية والذات والتربية النفسية عند الطلاب ﻫﻲ:
أولا:
ﻭﺠﻭﺏ تعميق ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺒﺎﻟﻨﻔﺱ ﺒﺄﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﻨﻔﺴﻪ:
ﻭﻨﻘﺼﺩﻤﻥ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﻭﺍﻟﺭﻏﺒﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ؛ ﻷﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻓﻘﺩ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻘﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﻤﺔ ﻭﻓﻘﺩﺍﻟﻨﺸﺎﻁ والهمة العالية.
ﻭﻟﻬﺫﺍﻗﺎل ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ:
ﻋﻠﻰﻗﺩﺭ ﺃﻫل ﺍﻟﻌﺯﻡ ﺘﺄﺘﻲ ﺍﻟﻌﺯﺍﺌﻡ ﻭﺘﺄﺘﻲﻋﻠﻰ ﻗﺩﺭ ﺃﻫل ﺍﻟﻜﺭﺍﻡ ﺍﻟﻤﻜﺎﺭﻡ
ثانيا:
ﺘﻘﻭﻴﺔﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺒﺄﺴﺎﻟﻴﺒﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ: ﻭﺃﻫﻡ ﺃﺴﺎﻟﻴﺒﻬﺎ:
١) ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﺎﻤﺔ ﺒﺄﻫﻤﻴﺔ ﺒﻨﺎﺀ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻗﻭﻴﺔ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﺭﻴﺩ ﺸﻴﺌﺎﹰ ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥﻴﺤﺎﻭل ﺃﻥ ﻴﺤﺼل ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﻲﺀ، ﻭﻫﻭ ﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﻓﺸل ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻫﺩﺍﻓﻪ ﻭﻨﻬﺠﻪ، ﻭﺴﺒﺏ ﻓﻲﻋﺩﻡ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺃﻤﻭﺭ ﺩﻴﻨﻪ؛ ﻷﻨﻪ ﻻﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﻘﺎﻭﻡ ﺭﻏﺒﺎﺘﻪ ﻭﺸﻬﻭﺍﺘﻪ.
٢) ﺘﺩﺭﻴﺏ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻤﺘﻨﺎﻉ ﻋﻥ ﻜل ﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻜﺭﻭﻩ ﺃﻭ ﻤﻤﻨﻭﻉ قد يسيء للشخصية السوية.
٣) ﺘﺩﺭﻴﺏ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﻭﻜل ﻓﻀﻴﻠﺔ.
٤) ﻭﺠﻭﺏ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻻﻨﻬﺯﺍﻡ ﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻔﺸل؛ ﻓﺎﻟﺫﻱ ﻴﻔﺸل ﻤﺭﺓ ﻭﻻ ﻴﻬﺯﻤﻪ ﺍﻟﻔﺸل ﻴﻨﺠﺢ ﻤﺭﺍﺕ ﺃﺨﺭﻯ.
ثالثا:ﻭﺠﻭﺏﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺞ ﻓﻲ ﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﺴﻠﻭﻜﻴﺎﺕ:
ﻷﻥﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﻐﻴﺭ ﻜل ﺸﻲﺀ ﻤﺭﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ.
رابعا:ﺍﺴﺘﺸﺎﺭﺓﺃﻫل ﺍﻟﺨﺒﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ:
ﻭﺫﻟﻙﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻤﻘﺎﺒﻠﺘﻬﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺇﻟﻴﻬﻡ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎﻭﻴﻨﻬﻡ.
خامسا:ﺘﻜﻭﻴﻥﻗﻨﺎﻋﺔ ﺘﺎﻤﺔ ﺒﺄﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﻭﻀﺭﻭﺭﺘﻪ.
فلا بد من الاقناع لتغيير السلوكيات غير الصحيحة التي قد نراها ومحاولة معالجتها باكرا قدر الامكان بالقدوة والأسوة الحسنة واعطاء الامثلة الصحيحة من الواقع لتوسيع مدارك الأبناء وما الى ذلك من وسائل التوجيه الاجتماعي السليم الذي صار ضرورة في كل المراكز التدريسية مع الاهتمام بوضع الكفاءات المميزة في هذه الأماكن الحساسة واعطائها كل المقومات اللازمة للعطاء والنجاح.
لا شك أن جميع ما يحيط بأبنائنا يسهم بدور معين بالتربية(الاقارب ،دور العبادة ،الاعلام..) يجب أن ينتبه له الجميع والآباء خصوصا كي لا تنجر فلذات أكبادنا الى طرق لا نعلم عواقبها ،وليس معنى هذا أن نمارس عليهم التسلط والرقابة الشديدة لكن كما جاء ذكرنا عليه من وضع اللبنات الصحيحة في تكوينهم وبالتالي هم سيكونون مستقبل المجتمع الذي سيبنونه بعد أن نكون قد أدينا واجبنا تجاههم وملكناهم المقومات التي تجعلهم قادرين على المواجهة والابداع والتطور مع التطوير.ويحتاج هذا الموضوع للكثير الكثير من البحث والمتابعة ،عسى أن أكون قد وفقت في جمع بعض جوانبه وان كان فيه صواب فمن الله وان كان غير ذلك فمن نفسي ...