news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
لماذا سميت بالدنيا ... بقلم : حمزة الخباز

لماذا سميت هذه الحياة التي نعيشها بالدنيا...... ومن المعلوم أن كلمة دنيا معناها الدنو والقلة وربما الذل .


عندما يبدأ أي إنسان في الحياة تبدأ لديه المشاكل فمنذ أول نفس يستنشقه يشعر بقسوتها ورغبتها في امتصاص دمه أينما وجد وأينما نشأ سواء قيل انه خلق وبفمه معلقة من ذهب أو معلقة من تنك.

 

الإنسان مهما كان قوياً ومهما كان لديه السلطة أو المال فإن هذه الحياة تبقى أقوى منه وكل إنسان فيها يتعرض لاختبارات إن لم تكن هذه الاختبارات تطبق عليه فهي تطبق على اعز الناس من حوله,فربما تبدأ الدنيا تجاربها بأبنائه أو بوالديه أو بخليلته في جميع هذه الحالات فالانسان هو الضحية وهو الحلقة الأضعف.

ولكن يا أصدقائي يجب أن نعلم أن الله هو مسير الأمور وبيده مقادير السماوات والأرض وهذا متعارف عليه بجميع الديانات السماوية ولا تسقط أي ورقة من الأشجار في كل الكرة الأرضية ألا بعلمه فهو مطلع دوماً على مخلوقاته ,وبالنهاية لا يستطيع أي منا أن يغير قدره أو ينجو من المكتوب ولكن نستطيع الصبر والتحمل للوصول إلى نهايتها.

 

إنني أحد الناس الذي عانى مع هذه الحياة كثيرا انا الآن في الثانية والعشرين من عمري أصبت بالسرطان عندما كنت في الثامنة عشر من عمري فاعتقدت إنني أسوأ البشر حظاً على الإطلاق وعندما عرضت على الأطباء قرروا أن يعطوني تلك الأدوية المسماة بالجرعات الكيميائية بقيت ستة اشهر أعاني ما أعانيه من المرض والألم ولكن في أحدا المرات وبينما كنت جالساً عند أحد أصدقائي وهو يعمل في تصليح السيارات وكنت يائساً جداً جلس بقربي احد الزبائن وقال لي : يا بني أنا عندي من المال ما يقارب ثمانمائة مليون ليرة سورية في البنوك وعندي ما يزيد عليها من العقارات والممتلكات ولكنني أتمنا أن اخسر كل ما لدي مقابل صحن فول ...وبدأت عينيه تدمعان مع انه لا يتجاوز الخمسين من عمره فأيقنت عندها أنه رغم مرضي الشديد فأن هناك أشخاص يعانون ولا يشعر احد بهم ولكن هذه هي الدنيا لا ترحم أحدا.

 

كم من الأحبة فرقتهم هذه الدنيا ودمرت كل المشاعر الطيبة التي بنوها في سنوات العمر كم من الناس الذين جمعوا الأموال وبنوا الصروح وبالنهاية لم تحميهم أموالهم من الجلوس على كرسي الشلل كم من الأباء و الأمهات شاهدوا أبنائهم وبناتهم يموتون بين أيديهم وعجز الأطباء عن فعل أي شيء.

 

يا أصدقائي هذه الدنيا هي طريق مليء بالمخاطر والأحزان علينا جميعاً أن نسلكها ونتحمل قسوتها وجبروتها ونجعل هذه المصائب سبباً في سعادتنا الأبدية في الآخرة علينا بالصبر والحمد لخالق الأكوان لكي ننال الرضا والقبول في نهاية المطاف.

2011-02-17
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد