اليوم عطلة صباح مشرق جميل.
نسمات البحر المليئة بالرطوبة تداعب شعرها الكستنائي المسدول
مثل ستارة نافذة خفيفة، تحجب ضوء النهار لتعطي
اجواء الغرفة شيئا من السكينة.
ركضت مسرعة الى سطح البيت لترى خيوط الشمس وهي تتمايل مع كل موجة من أمواج البحر.
نزلت الدرج مسرعة الى امها،ماما سنذهب الى الشاطئ هذا اليوم أليس كذلك(الله يخليكي اليوم عطلة)
تجيب الام بإيماءة من رأسها وابتسامة لا تخلو من الحزن بالايجاب.
بدأت تقفز من الفرح..
بدأت الشمس بميلانها نحو الغروب
ذهبت الام مصطحبة أطفالها ..
كان أكبرهم في الصف السادس والوسطى كانت في الصف الثاني.وأنا الصغرى في الصف الاول..
بدأنا اللعب بالرمال تارة نبني قلعة..
تارة نحفر بئرا في الرمال، ونملؤها من مياه البحر..
كنا في غمرة من اللعب .. وفي غفلة لم أرى أختي..
من اللون الوردي الى الأصفر الشاحب صار وجه أمي..
بدأنا بالبحث والنداء لأختي ..ولكن ما من مجيب..
هرعت الى جرف صخري ودمعتي على خدي(الن أرى أختي بعد اليوم)
بدأ بكائي يعلو ..ويعلو..اذا بصوت من الاسفل يناديني..وكأنه قادم من أعماق البحر..
أختي!! أختي!! أنا هنا..أنا هنا..(وشو منظر )
نظرت اليها وهي في أسفل الجرف..
كيف ذهبت؟؟كيف نزلت؟؟كيف وصلت الى هناك؟؟الله أعلم
صرخت تنادي (الله يخليكي ياأختي قولي للماما تجي تطالعني من هون)..
وأنا بعد ان اطمئنيت عليها ..(بديت معي اللئمنة) وصرت أعاكسها..
تارة أقول لها(خليكي جزاتك) وأخرى(رح انزل انا وطالعك استني)..
وهي لا حول لها ولا قوة..
طبعا السؤال هنا اين اخونا الاكبر
نعم ذهب ليلعب مع أصدقائه في مكان ما على الشاطئ ..
ولكن في النهاية هو من أخرج أختي .. وضمها الى صدره وعانقها
هذا ما أذكره من طفولتي في الصف الاول..
والى اللقاء في ذكرى من الصف الثاني..