أين انتم
أيها الآباء والأمهات.....
قد تكون الحاجة المادية الملحة للكثير من الآباء والأمهات تجعلهم يتركون أولادهم في البيت لوحدهم أو مع الخدم أو مع أقاربهم , الجيران... او حتى السفر الى خارج البلاد دون رقابة أو اهتمام مشكلة حقيقية من مشاكل العصر الحالي تتعرض لها أسرنا العربية في وقتنا الحاضر وهو خطر اجتماعي يهدد تماسك الأسر.
مهما كانت الأسباب فأن النتائج سلبية حتماً تؤدي الى هوة كبيرة بين الاولاد والأمهات والآباء فهم لا يعرفون أولادهم معرفة حقيقية ولا يعرفون مشاكلهم أحاسيسهم طريقة تفكيرهم اهدافهم سلوكهم فيتفاجئون في الكثير من الاحيان بتصرفاتهم أو بعمل سيء يقوم به أولادهم.
تقول سلمى العبد الله انا أعمل مدرسة وعندي ولد وحيد عمره 3 اعوام اتركه في البيت مع الخادمة ماذا افعل لا حلول عندي احس بحزن وشوق الى أبني واعرف ان هذه الخادمة ليست مؤهلة لحضانة طفلي ولكن معظمهم هكذا
وجربت أكثر من واحدة ولم استفيد.
اما محمد موسى يعمل موظف في شركة خاصة يقول انني أعمل اكثر من عشر ساعات في اليوم أذهب الى بيتي متعب من العمل لا ارى اولادي ابدا وان رأيتهم من الصعب ان أحاورهم من شدة تعبي عندي يوم اجازة في الاسبوع أنام فيه , وزوجتي تعمل ايضا ولا يكفي الدخل .متى نهتم بأولادنا؟
عليا صالح زوجها مسافر يعمل خارج الدولة منذ اكثر من خمس سنوات تقول انا ربيت أولادي و أبوهم لا يعرف عنهم شيء مشاكلهم, أحاسيسم طموحاتهم, يأتي شهر كل سنة ويعود لعمله واذا لم يسافر لا عمل له هنا. كيف سنعيش ؟ هذا ما يقوله لي كلما طلبت منه البقاء..
أم عمر تقول ابنتي تدخن علمتها صديقتها أعرف هذا لكن لا ابرهن لها معرفتي بالأمر اقول لو صارحتها سيزداد الامر سوءا لأنها ستشرب امامي أنا لا أعمل لكني لا أعرف كيف اتعامل مع المشكلة ؟
ان الخادمات في البيوت خطر مدمر, ان لم ننتبه فهناك الكثير من ظواهر العنف يتعرض له الاطفال من قبل الخادمات
وبأساليب متعددة منها الضرب بالدرجة الرئيسية فلا نجد اي شروط تتحقق في هؤلاء الخدم بالإضافة الى من تمارس سلوكيات غير لائقة بمجتمعاتنا العربية والحقد والكره والانتقام الموجود عند بعضهن للانتقام من الاسر التي تعمل عندها نتيجة المعاملة غير الحسنة او محاولة تلك الخادمة انهاء عملها أو الى العديد من الاسباب التي تنعكس على اولادنا فلا نرى سوى جيل يعاني من عيوبا في النطق بسبب الازدواجية في اللغة التي يعاني منها نتيجة تربية الخدم
مما يؤثر على مستقبله الدراسي والتعليمي في المستقبل والكثير من الامراض النفسية والاحباط والاكتئاب وغيرها.
وغياب الآباء منهم من أجل العمل أو الألتقاء مع الأصدقاء أ و بسبب السفر فيترك تربية الاولاد ومسؤوليتهم على عاتق زوجته ويحملها كل الأخطاء والأعباء الناتجة عن غيابه وهو لا يدرك مدى الخطورة الناتجة عن ذلك وان الاولاد بحاجة ماسة لوالدهم مثل أمهم واكثر لا يدرك الا بعد مرور الوقت ان هناك شرخ واسع نشا بينه وبين اولاده ومن الصعب ترميمه هذا اذا
ما ادى غيابه الى انحراف احد اولاده وهنا تكمن كل الصعوبة بعودة هؤلاء الاولاد الى السلوك السوي او الى عودة مكانته المناسبة لديهم .
ولا ننسى الامهات اللواتي لا يعملن اي عمل خارج المنزل وبالرغم من هذا نراهن غائبات عن أولادهم مشغولات بأمور لا نفع لها ولا جدوى منها .
ما دور المدرسة والمؤسسات الاجتماعية في رعاية الاولاد وحمايتهم وهل لهم مكانة ما في مجتمعاتنا العربية؟
للمدرسة ولمؤسسات الاجتماعية دورا هاما وفعالاً في حماية الأبناء وان التعاون بين المدرسة والبيت أمر هام وضروري وأساسي في بناء الاسرة وحمايتها وحماية اولادها .
فعلى المدرسة ان تخص الاولاد الذين لديهم ظروفا خاصا عناية مميزة ومتواصلة ومتابعتها مع الأهل ومن الضروري وهو شيء هام واساسي اقامة دور حضانة تابعة لدوائر والمؤسسات التي تعمل بها النساء
ولا بد من التأكيد على أهمية الحوار بين الآباء والأمهات والأولاد وتعزيز مكانته بالاصغاء والانتباه الى الاولاد وتخصيص وقت لهم من ضمن أعمالنا الاساسية وترجيحهم وابراز دورهم في حياتنا وجعلهم من أوليات حياتنا لاننا مسؤولون أمام الله والمجتمع والعالم كله فهم رسالتنا في الحياة و فالاستثمار الحقيقي يكون في تربية أبنائنا تربية صالحة لا في جني الأموال .
لأن الاموال التي يجنيها الاهل من الصعب ان تغطي عيبوباً يمكن ان تنشا بسبب غيابهم عن منزلهم واهمالهم لا اغلى شيء عندهم وأثمنها وجودا وحياة .