لست كأيّ امرأة
فأنا رجل . . . . . !
تعرضت للاغتصاب آلاف المرات
وقاومت معظم محاولات الإغراء
المشروعة منها وغير المشروعة
تسللت بين أقدام الكبار
كأيّ جرذ صغير
يحاول النجاة بنفسه
ولكنّي في النهاية عدت إلى كرسي الاعتقال الخشبي
كقطعة لحم ٍ هامدة
أتوسّل, وأقبّل الأيدي وأحذيّة لامعة
غاب عن ناظري وجوه أصحابها
فرؤوسهم كما كنت أعتقد
معلّقة فوق الغيوم
هكذا كنت أفقد عذريتي كل يوم
وهكذا أعلنت بكل ما أملك من قوّة
أنني لست كأي امرأة
فأنا يا أصحابي رجل
**********************************************
بكيت كثيراً وكثيراً
مزّقتني الأيام أشلاء ثم أشلاء
ورمتني كومة من رماد
فقدتُ كلَّ أسباب الحياة
فأنا في هذه اللحظة
لا أملك من حواسي
إلا إحساسي بالألم
ولا أجيد طريقة للتعبير عنه
سوى البكاء والنحيب
إنه مأتمي
إنها جنازتي
إنها نهايتي
بل بداية نهاية جديدة
ستتكرر كل يوم
إلى اللانهاية
حينها فقط أدركت بما بقي لي من إدراك
أنني لست كأيّ امرأة
فأنا يا خليليَّ رجل
**********************************************
بحثت عن نفسي
في علب السجائر
وكؤوس الخمر
وبقايا الأطعمة الملونة
بحثت عني
في شظايا كلماتي المضرجة بالدماء
والمبعثرة فوق أوراقي العتيقة
بحثت وبحثت
فلم أجدني
إلا معلقاً بحبل طويل
يحتضنُ عنقي بهدوء
ويهمس في أذني قائلاُ :
ما هي إلا لحظات
حاول النوم
استرخ ِ
لست أولهم
ولست آخرهم
أنت جزء من الحكاية
قطرة ماء من هذا البحر الفسيح
ستضيع كما ضاع غيرك
وستنسى كما نسي غيرك
وستبقى معتداً بأنك لست كأي امرأة
فأنت رجل
**********************************************
ضحكت كثيراً وكثيراً
حتى كدتُ أختنق
ظننت أن الأيام ستبوح بشيء جديد
لكنه نفس السيناريو
ونفس الكلمات تتردد دائماً على مسامعي
وأنا كالأحمق
أصنفها كنصائح
ثم أتلوها آيات
لأعيد ترديدها
على مسامع غيري من المسحوقين
يا لي من أحمق
ثم يا لي من أحمق
ثم يا لي من أحمق
أموت في اليوم آلاف المرات
لأصحُ في اليوم التالي
على زقزقة العصافير
وصياح الديك
وأفتح عيني على فجر جديد
لأقنع نفسي بأنه سيكون أفضل
ولكن هيهات ..... هيهات
غيرنا يصنع لنا الموت
ونحن نصنع لأنفسنا الأمل
ثم نصدره إلى الآخرين
وكأنه سلعة اعتيادية
تباً لهذه التجارة الخاسرة
تباً لفن الضحك على الأنفس
تباً لي
تباً لكل ما كتبت
تباً لكوني رجل
وسأكتفي بالقول :
لست كأي امرأة
فأنا يا زماني
وبكل تواضع
أنا بضع ، بضع مخنث .