دائما ما كنت أكتب عنك ....
عن حبك يوما .... عن هجرك يوما
عن جزء مني ومنك أجزاء .....
لكني اليوم .... سأكتب عن نفسي ....
عن ذكرى طرقت باب ذاكرتي في المساء .....
فوقفت متعجبة .... منذ متى لم أشعر بهذا الهواء
لم أسمع همسات الليل ..... أو أرى هذه الأضواء
لماذا .... أين كنت .... كم من السنوات سافرت
إلى أين أخذتني.... وكيف استطعت أن تنسيني كل ما حولي
...... لأصبح كالغرباء
يمرون في حارة الزمان .... لاحياه لهم ولا مكان ....
موتهم وحياتهم سيان
كيف هاجرت بي كل تلك الأعوام ......
ولم أشعر إلا والزمان يمضي .....
يحمل معه أجمل سنين حياتي .....
يحمل معه قلبي وقلمي ......
يحمل معه دمعي وألمي ....
أين كنت وأين أصبحت
أصبحت أشتاق لجزء من داخلي .....
كان يشعر بكل ما هو جميل .....
يشعر بالمطر... يشعر بنسمة يحملها آذار ......
بوردة بيضاء على شجرة الدار
بغصن انكسر سهوا بلا انكسار
أشتاق لحلم.... راودني في المساء
عندما كنت صاحية...... أحلم بلا انتهاء
بكل حرف من أبجدية السماء ....
بكل معنى للحاء والباء .....
فمن الذي جاء ....
وكيف استطعت أن تحملني من هذه الأشياء .....
وتأخذني حيث لا موت ولا حياة .... لا حلم ولا عطاء
حيث الأيام تتشابه ..... حيث الأحلام تتشابه
وجميع وجوه الناس حولي تتشابه
فدموعهم كالابتسامة
وحبهم كالخيانة
والغدر عندهم يعني الأمانة
لقد رحل الزمان .... حاملا مني جزء لن يعود .....
ولو عاد المسيح للأكوان
