كثيرة هي تلك الامور التي تسعدنا وكثيرة هي عواقبها ...
فنحن لا نستطيع أن نشعر بالسعادة دون أن يليها حزن أو نضحك دون أن نبكي
لا نستطيع أن نمشي تحت المطر لمدة لا تزيد عن النصف ساعة ...دون أن نمرض ونلازم الفراش لمدة تتجاوز الثلاثة أيام ...
لا نستطيع أن نلامس نقاء الثلج الأبيض دون أن نصاب بخدر في أصابعنا ..
ومن المستحيل أن نبقى مستيقظين طول الليل الا وسنشعر بذلك الارهاق الشديد في اليوم التالي
أحب أن أقضي نهاري في تناول الشوكولا ولكنني سأقضي أياماً وشهوراً أحاول انقاص ما زاد من وزني ...
لماذا لا نستطيع أن نعيش هذا الدفق الكبير للدم في عروقنا لحظة الضغط على دواسة البنزين واطلاق العنان لتلك السرعة الجنونية التي تمحي ما حولك ..دون أن تجد نفسك أمام مخالفة مرورية أو حادثٍ فظيع .
.
لماذا لا نستطيع أن نحب الآن دون أن نتألم غداً ...
لماذا علينا دائماً أن نفكر بهذه العواقب مراراً وتكراراً كلما أقدمنا على احتمال سعادة أو احتمال حب
واذا كانت لحظات السعادة هذه هي قرض تمنحنا اياه الحياة ...
فإن الوقت الذي نقضيه ونحن نفكر بهذه العواقب هو الدفعة المسبقة ...
علينا اذا ً أن نختار قرضاً دون دفعة مسبقة لأننا عاجلا أم آجلاً سنعيده مضاعفاً ... فلنعش لحظاتنا السعيدة حتى أقصاها فما أدراك أنك ستعيش لتدفع دينك للحياة
لكي تعيش الحب عليك أن تتقبل الألم فكل ما أزدت ألماً اعرف أنك أزدت حباً ..كما عليك تقبل الخدر في أصابعك ان اردت الاستمتاع بالثلج ...
ذلك أن لحظات الألم والحزن التي نعيشها هي ما تمنح الحياة السعادة والطاقة على الاستمرار فمثلما ستمنحك ستأخذ منك ولربما بأضعاف ما أعطتك