news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
خواطر
إلى أمي ... بقلم : نضال الصباغ

إن كانت عيناك قد لمعت ببعض الدمع الذي بدأ يطفو باكراً منذ السطر الأول فتحيتي لجهادك ... و قبلاتي ليديك ... فأنت امي


أما إن تأخرت لها هنا  ... فاشتاقك .. و اشتاق طيبتك التي تحاول أن تخفيها عابثاً ... أخي الصغير

 

اقرئكم جميعاً ...

رسالتي الاولى لأمي ...

بعد حين من الغربة ...

بعد فيض من حنين لم يعد يحتمله القلب  .. ولا يختزنه الجسد ...

اقرئكم جميعاً و اشهدكم .. و الزمكم ..

إن فاض نزفي ... دون طوعي

 في سطور اصف فيها حب امي .. دون طوعي 

.. فارحموني .. و اقرئوها سلامي وحبي

 

 

امي العدية

انا بخير ..

بعد السلام و بعد التحية

انا بخير ..

 

الصحة بخير ...العمل بخير ..النوم قرير ...  المال وفير .. و لا اوثر من هذا السرير الذي اتكئ فيه على جنب واحد  .. لان جنبي الاخر لم يعتد بعد على هذا النوع من الحرير .

اطمئني ..

اطمئني و افرحي .. فلقد ربيت اسداً لو شرد في صحراء موسى وحيداً بقي أسداً .

يمشي رغم طعنات الزمن .. رافع الرأس واثق الخطى .. فقد تعلم في بيت أهله كيف  تخلق الحكمة في أوقات المحن

 

أمي الوطن .. اشتقت اليك

حنين يأكلني كهواء بادر يحفر في صخرة صماء . فلا وطن ولا أهل ولا انتماء

كلنا صخور هنا .. تمشي سوياً .. تعمل سوياً .. و الفالح بيننا  من يكظم الدمعة حين يرى طفلاً يضحك في وجهه وهو مرمي على كتف أمه , تلك التي تحمله لتخفف عنه ولو بعض خطوات من مسيرته القادمة حين يكبر .

و الغريب يا أمي .. ان كل انواع حنين الوطن مرتبطة بكِ وحدك

 

فالوطن أم  .. و الانتماء أم .. و الخير أم .. و الحنان أم .. و الغربة هي ملجأ ايتام فاخر ..

فرغم ما فيه من جواهر  . و رغم البلاط و المرامر يبقى ملجأ ..

دون روح .. دون قلب دون نبض

 نتلعثم فيه بخطواتنا , نحيا فيه نرتشف أمل العودة إلى أحضان كل الأمهات .

 

أمي الحنون .. اشتقت اليك

العمل بخير ...مميت و قاس .. مجهد و صعب  .. و لكنه بخير .. لأنني وعدتكِ أن أكون ناحجاً  و لن أكون سوى كما وعدت .. ابتغاء لرضاء قلبكِ وعينيكِ .

النوم قرير .. لأنني في كل ليلة اراك في الحلم .... تأتين دون كلل أو ملل .... اشكو لكِ هموم يومي .. و أحلام  غدي .. و آلام صدري ...احكي و احكي ... ابكي على صدرك كأيام الطفولة .... حتى يجيء صوت المنبه الملعون .. فاستيقظ لاطفئه و الدمع ملئ العيون .

فأعيش يومي في جنة دون بشر , فلو كان هذا جزاء ايماني .. فلكم يا أمي اتمنى أن أكون أول من كفر .

 

امي الغالية  ...

لربما تعلمين كم انت و رب الغزة غالية . و لكنني .. و بكل خجل أقولها .. لم أعلم قبل كم أنتِ غالية 

ارجوك ثم ارجوك ..

كيف السبيل إلى الخلاص من هذا الحفر الأليم .. علميني

 

كيف الطريق لوحدة سعيدة ملؤها الأنانية و الغرور .. ارشديني

فو الله لو علمتني شيئاً من كذا .. او ارشدتني شيئاً من كذا .. ما كنتِ امي

ولا كنت لهذا اليوم .. اطرب حين يناديني  أحدهم ( ابن امك )

فلكم افخر بأني طفل أمي المدلل .. و لكم افتقدر هذا الدلال ها هنا في غربتي .. في غرفتي .. في صفحتي الخالية من رسم الأمل .

 

امي

املي بأن تفضي سطوري لكِ بعض همومي .. علي استطيع المضي في يومي

سلامي لمن بعدك من ابناء و احفاد .. علميهم كما علمتني ... لكن ..

لا تجعلي الأم عالمهم .. فعالمي دون أمي خراب

 

اقبل جبينكِ و يديكِ

أخاف دموعكِ و اخجلها  فأرجوك لا تبكِ ...

 

التوقيع

ولدك المدلل

2011-03-20
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد