جلسنا سوية على شاطئ البحر في وقت الغروب . كانت في منتهى السعادة و الابتسامة لم تفارق وجهها ابدا . نظرت الي و قالت : انا في قمة السعادة لأنني اعيش اول قصة حب في حياتي و سعادتي أكبر لأنها بدأت هنا على شاطئ البحر .
أمسكت برمال البحر بيدي و تركتها تنزل من بين اصابعي و نظرت اليها مبتسما و لم انطق بأي كلمة فربما كانت تعيش اجمل لحظات حياتها و تخط اول قصة حب في المكان الذي لطالما حلمت به و لكن بالنسبة الي كنت في هذه اللحظة أنعى حبا قديما بدأ على شاطئ البحر منذ سنين طويلة.
لا استطيع أخبارها بأنني في يوم من الأيام كنت على شاطئ البحر مع فتاة أخرى و كنا نكتب سوية بداية قصة حبنا . . لا استطيع أخبارها بأنني أطربت أذن فتاة أخرى بكل ما يحمل قلبي من معاني الحب . . لا استطيع أخبارها بأنها لو لم تكن معي في هذه اللحظة لكنت قد كتبت اسم حبيبتي على رمال البحر . .
جلسنا قرابة العشرين دقيقة نراقب أمواج البحر و نتأمل فيه . . نظرتي إلي و قلتي أعلم ان تفكيرك ليس معي في هذه اللحظة بل هو في مكان أخر , نظرت اليكي متعجبا و لكنك ابتسمتي و أكملتي كلامك . . .
لا يهمني ما تفكر فيه في هذه اللحظة بقدر ما يهمني انك معي و انني زوجتك في نهاية المطاف فأنت بالنسبة لي فارس الاحلام و الحلم الذي عشت حياتي و انا أدعو ربي ان يكون ملكي في النهاية . . . .
لا أريد أرغامك على حبي و لكن أرجوك لا تفسد عليي فرحتي فأنت حبيبي منذ خمس سنين مضت . .
رفعت حاجبي متعجبا. .
نظرت الي مبتسمة و قالت نعم انا أحبك منذ خمس سنين مذ رأيتك للمرة الأولى و انا أحبك و كنت كل ليلة قبل النوم ادعو ربي ان تكون من نصيبي و كنت كلما أراك أتخيلك و انت تقول لي أحبك و لكنك لا تقولها . . . كنت انظر الى عينيك عندما تضحك و تبتسم . . أحس بالغيرة بيني و بين نفسي عندما يرن هاتفك و تكلمك احدى الصديقات . . تمنيت الموت الف مرة عندما سمعت انك في علاقة حب مع فتاة أخرى من قبل . .
لطالما فكرت ان أصارحك بحبي و لكن كنت اتردد و اخاف ان تصدني فأشقى بقية عمري و يذهب الحلم الذي عشت معه السنين الخمسة . .
يوم جئت طالبا يدي من أهلي لم أنم طوال الليل. لربما كان اسعد يوم في حياتي كلها فقد استجاب ربي لدعائي و تمنيت ان لا يكون حلما استيقظ منه في النهاية.
لربما كنت أنا تعويضا عن علاقة فاشلة او انتقاما من حب سابق و لكن صدقني لا يهمني فأنا احبك . .أحبك
اغرورقت عيناها بالدموع و ابعدت وجهها عن عيوني التي تراقبها . .
تسمرت في مكاني و انا انظر اليها و افكر في كلامها . . لطالما كان قلبي مشغولا بفتيات أخريات و لكن لم يأتي في بالي في يوم من الايام انني اسكن قلب فتاة لخمس سنين حتى بدون ان اعلم بالموضوع. .
قلت لها : اتعلمين ان جبال ترودوس تبعد اقل من ساعتين عن البحر ؟؟
نظرت الي باستغراب و لم تفهم ماذا اقصد
فأكملت كلامي لن تكون قصة ناجحة هنا و لكن ربما يمكننا ان نذهب الى الجبال و نحفر قصة حب جديدة على صخورها لأن رمال البحر لن تنفع لهذا الحب.
ارتسمت على وجهكي ابتسامة لم ارى اجمل منها في حياتي و ارتميتي في حضني و انتي تضحكين فرحا . .
في اليوم التالي حفرنا على صخرة من صخور جبال ترودوس اسمائنا و كتبت الى جانبها باللغة اليونانية للأبد سوية . . و أكملتها بالعربية لن يفرقنا سوى الموت يا زوجتي و حبيبتي الأخيرة