news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
عـــــذراء .... !! بقلم : ابراهيم فارس فارس

عندما قال لي إنه يريد مقابلتي في المقهى حيث نلتقي دائما ً ، كنت أشعر ان صوته ينم عن حالة نفسية غير طبيعية !!


نا اعرف انه يحبها  حتى الجنون  بل حتى الموت !! ، وقد فعل المستحيل كي يرضيها ويرضي غرورها ! وكم كتب لها الشعر والخواطر ، وكم قدم لها من هدايا .. فقط كي يظفر بقلبها  ويحقق حلمه الذي طالما انتظره . ولكنها كانت كمن يربط الجزرة امام الحمار ، فلا للطريق نهاية  محددة ، ولم يظفر بها ، وكان حياته واحلامه اشبه بسراب !!

 

عندما جلسنا سوية ، كانت نفخة أركيلته  تبتعد امتارا ً عن مجلسنا ، وكأنها من قلب محروق ، فتغلف بدخانها المحيط ..!! قال بحسرة تكاد تقتله : كلما احس انني كنت اقترب منها ،  يأتي من يصدني عنها مسافات .. وصلني انها على علاقة مع طبيب.. مع مهندس .. مع محامي .. مع اي واحد !! تدعي انه مجرد عمل وصفقات !! تحاول ان يكون لها موقعها في المجتمع كما تقول !! وكلما حاولت ان افهمها ان ما تقوم به            خاطىء وربما يقود الى مواقع الشبهة ، وخاصة انها تجالس اولئك في المقاهي والكافتيريات والمطاعم .. وتشرب  وتدخن وصوت ضحكاتها يصل ذرى قاسيون .. لكنها مسرورة لذلك ابدا وتعتبر نفسها فوق كل شبهة حتى لو كانت كلماتها التي تتلفظ بها  تخجل اي انسان طبيعي .. فهي عفيفة نظيفة صائنة لشرفها ولو كره الحاسدون .. ثم إن حاجزها المصون لم يمس ؟؟!!

 

يا بنت الحلال .. لا يستوي العيش الطبيعي خاصة للمرأة الا بالارتباط الحلال واللقمة الحلال .. فتاة مثلك  لا يجوز لها ان توحي للناس انها  والعياذ بالله اقرب الى المشاع حتى لو كانت صارمة في حياتها كما تدعين  محافظة على انسانيتها كما توحين ، كل ذلك لا يكفي  ، فلا بد ان تعيشي الحياة كما يحياها الكثير من النساء الفاضلات الكريمات وما هكذا تورد الابل كما يقال .. لا يجوز ان يفهم - ولو خطأً - كل من يتعامل معك انك حبيته وغايته لوحده ، لا يجوز ان توهمي كل من يلتقي ويتحدث معك انك سهلة المنال الى الدرجة التي تبدين عليها ، حتى لو كنت عصية دون ذلك ، كما تصرين دائما ً - وبرهانك حاجزك الذي لم يمس؟؟!

ان الانفلات تحت بند الثقة مفهومان متناقضان دائما ً ! ولن يكفيك ان حاجزك مصون ، وبالتالي عفتك وطهارتك مصونة بالضرورة !وبما أن كل اناء ينضح بما فيه ، وبما أن  رأس مال الفتاة وخاصة في مجتمعنا سمعتها اولا ً ، فلن يفيدك بعد ذلك شيء ، ولا تخدعي نفسك !! .

 

اما اذا كان هذا رأيك ، فأنت في واد والناس جميعا ً في واد ، الا من استعذب غنجك ودلالك وتوهم انه وصل او سيصل قريبا ً الى غايته عندك  تحت بند مصطلح البنت المتحررة ، حتى لو لم  يتحقق له ذلك !

قال لي : يا رجل ، احببتها من كل قلبي وبقدر ما كنت احبها اصبحت ارغب في الانتقام منها ، لكنه الداء السقيم والوباء الذي اصاب قلبي الصادق !!

سحقا ً لكل مشاعر الهوى ان كانت فتاة الأحلام مثل فتاتي ، وما كان الاستهتار والتشبه بالغرب يوما ً حلا ً لمشاكل البنات في مجتمعنا ابدا ً .!

تعسا ً لكل عواطف المحبة ان كانت لا مرأة لا تقيم وزنا ً ولا قيمة لمشاعر قلب صادق ..

 

وقلبي هذا مع انه ما يزال يخفق بحبها مرغما ، فالداء لم يبرأ منه بعد ، وسأدقه بمطرقة لو تمكنت اذا نطق يوما ً بحروف اسمها  او تخيل ملامح  وجهها الملون !! وخاتمة طب الكيل انها اصبحت تصلي وتصوم ايضا ً وتقف بين يدي ربها عله يوفقها في مسعاها ، وتدعي انها حافظت على عفتها بهذا الجدار المصون الذي لم يمس !!

سحقا ً لكل ما تؤمن به من خزعبلات وافكار غريبة وانانية وفلتنة وحتى الشذوذ .. وان كان ثمة ما اندم عليه فليس سوى تلك الأيام التي اعتقدت انني كنت أحب فيها امرأة طبيعية وليست جمعية يسجل الناس فيها اسماءهم على الدور !! ومع ذلك ما زالت تفخر بأنها رغم انف العدا ... عذراء !!!

 

تدعي الصدق والعفة ، وتفعل ما يحلو لها غير ابهة بشيء فقط لأنها ما تزال ....عذراء !! واذا ما كانت نموذجا ً لشباب هذه الأيام واعتبارات هذه الأيام واخلاقيات هذه الأيام واهم مرتكزات حضارة هذه الأيام فعلى الدنيا السلام ... يا أيتها العذراء !!!

2011-03-24
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد