news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
الشعرة الفاصلة بين الثقة بالذات والغرور ... بقلم : مواطن بلدي

بسم الله الرحمن الرحيم


عندما قدمت مساهمتي الأولى عبر منبر سيريا نيوز العزيز والتي حملت عنوان " مشكلة الفروق العملية والاجتماعية " , كنت أريد منها أن تكون عفوية لتعبر عما في داخلي وقد ارتحت قليلا عندما رأيت أن البعض قد وصلته غايتي _ وأشكرهم على ذلك _ ولكن في الوقت نفسه رأيت اتهام البعض لي أني مغرور مع أني لم أرغب أن تتكون هذه الصورة البشعة عني من أول مساهمة لي.

 

لذا ومن باب الدفاع عن النفس ومن باب إيضاح الغموض الذي تجلى في عدم فهم البعض لغاية المقال قررت كتابة مساهمتي الثانية عبر العنوان المدرج أعلاه.

إخواني قراء سيريا نيوز ومن أي فئة علمية واجتماعية كنتم , أقول لكم وبكل ثقة بالنفس "وليس الغرور", أنني أعتبر كل شخص لا يعرف قيمة نفسه (مهما كانت هذه القيمة عالية أو منخفضة) هو انسان غبي ومحدود النظر, وتختلف درجة الغباء ومحدودية النظر حسب مدى عدم معرفته بقدر نفسه وكل ذلك من باب المقولة الشهيرة والرائعة ( رأس الحكمة معرفة الذات ) . ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه فوقف عنده, ولذلك يا أخواني الأعزاء لا تعتبروا من افتخر بشهادته العلمية مغرورا إلا إذا استخدمها للتعالي على الناس الأقل منه بالمستوى العلمي .

 

 وقد يقول أحدكم ما بالي لا أكتب إلا عن الشهادة العلمية والجامعية ولا يذكر سواها وكأن المال أو المستوى الاجتماعي ليسا مدعاة للغرور أيضا – لا بد ان لديه عقدة نقص-, ولهؤلاء أقول كلا يا أخواني الأعزاء ليس لدي عقدة نقص ولا أنكر أن للمال دورا في غرور الشخص أحيانا" ولكن في هذا الزمن أصبح الحصول على المال أسهل من ذي قبل ولم يعد أغلب الناس  يهتمون بالمال – باستثناء حالة التقدم للزواج-  بقدر اهتمامهم بالتعليم العالي وأكبر دليل على ذلك هو تهافت الأغنياء لتعليم أولادهم في الجامعة حتى لو اضطروا إلى شراء اللشهادة بنقودهم , مع أنهم سيورثوهم ثرواتهم وذلك إن دل على شيء إنما يدل على مدى إدراكهم لأهمية العلم في زمن المعلوماتية والسرعة الغير معقولة في التطور.

 

وهنا قد يسأل البعض ها قد ناقضت نفسك واعترفت دون أن تنتبه إلى أنه حتى الشهادة الجامعية يمكن شراؤها أي أن المال هو الأساس , ولهؤلاء أقول إن معظم الناس أصبحوا يميزون بشكل أكبر الآن بين من حصل على شهادته بعرقه ومن سرقها إن صح التعبير.

 

وأود أن أقول للأخ من أمريكا الذي علق على مساهمتي السابقة والذي قال بأن الناس في أمريكا يحترمون الشخص بمقدار ما هو ناجح في عمله , بأنني أيضا أحترم أي شخص مهما كان عمله ومستواه إن هو احترم نفسه وعمله وليس إن كان (فقط) ناجحا" في عمله , فقد يكون ناجحا" ولكن مغرورا", أليس كذلك؟

وفي الختام أحب أن أقتبس هذه المقولة للإمام (علي) كرم الله وجهه : " نصف العلم لا أدري, من قال لا أدري فقد أفتى " .

اعذروني إن أخطأت فهذا من نفسي , وإن وفقت فهذا من عند الله سبحانه .

2011-03-18
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد