((أيا أمي أنا الطفل الذي أبحر..........ولازالت بخاطره تعيش عروسة السكر!!!))
في المحراب... ذاته تجد نفسك طفلاً صغيراً، تشتم رائحة السعتر المدهون على شطيرة لا تزال هي أكلتك المفضلة، وفي ذات المحراب تردد: إن الإنسان يصنع من نفسه خيراً ثم يموت!!
لم تكن أمي من قراء نيتشه فهو كان تلميذاً مشاغباً تربى على يديها، كنت أشعر كلما دخلت ذاك المحراب المقدس أنني أعيش طقوس بوذا وتعاليم كونفوشيوس، وكانت تستقبلني بابتهالات خاصة بها، أُدرك الآن فقط عذوبة معانيها، لقد تتلمذت في أكاديميتها الأخلاقية، وامتثلت لقوانينها وتمردت على بعضها، لكنني أبداً ما تخيلت الفراق، ولا تمنيته، ولا جهزت له ما استطعت من العدة، أنهيت دراستي وهاأنا أبتعد، وهاهي تغيب، لكن أحداً منا لم ينس ولن ينس ما ربط به الآخر من الحنين والشوق، والعشق الأبدي،،
ذاك البيت
المحراب ربطتني به كل المشاعر السامية، أعطتني حواسها الخمسة، وسلبتها خلاصة عمرها، واليوم وقد اقترب سيف الشوق، اليوم وقد اقترب عيدها أنكفأ على قوقعتي،ولا أريد أن أعكر صفو من يحتفل بامتنان لوجود والدته، لفقدان الوالدة فلسفة خاصة جداً.
لا أتمنى لأحد أن يخوض غمارها، غيابها أفقدني طعم احتفال أولادي بي، لازلت أحمل عتاد الحنين وأجعل قبلتي ذلك القبر الطاهر الذي احتوى أمي، وأمضي جرح 21-3على حافته، دون أن أسمح لنفسي أن أغيب عن روحها في ذلك اليوم الذي طالما كانت تنتظره لأنه يعني لها لقاءها المحتوم بي ،،
لازلت أحب
أن أحقق لها ذلك اللقاء،، فهل لازالت تنتظرني؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟