أمي صخرة ٌشمّاء وحصن حصين
أمي أرزة من أرزات لبنان و سنديانة شامخة من سنديان الجبال
يداها احتملتا عوادي الزمان ومصائب الدهور
قلبها الكبير اتسع لهموم الحياة وأعاننا أمام الصعاب
أمي إنسانة مكافحة، وملاكٌ بريء
حنونة عطوفة تشمل الكلَّ برعايتها
أنى توجَّهنا تتبعنا نظراتها بالسلام والراحة،
ترصد عيناها خطواتنا لتعطينا الرحمة والمحبة
تدفعنا.. تشجعنا دون أن يعرفَ قلبُها الغشّ
تسهر علينا في المرض، تصلي لنا في الحزن،
تعمل لنا ما يرضينا لترانا ناجحين
ترانا نكبر أمام عينيها فتبتسم ابتسامة الرضا لأنها تحبّنا
فرحها يكتمل عندما ترانا فرحين، حزنها يزداد عندما ترانا محزونين
لا تنام عندما نكون مغمومين لأن هذه هي صفات الأم
تنزعج عندما تقسو علينا لأننا لا نعرف دربَ السلامة..
تنجرح عندما ترانا سالكين طريقاً آخر
تغضب علينا لكن لا تلبث أن تحنو ثانية برقـّةٍ وشفقة
كم وكم من الهموم رميناها في أحضان أمهاتنا
كم وكم من الحكايا حكيناها لها فكانت تعيننا وتعطف علينا
الابن يحبُّ دائماً أن تستمرَّ أمه معه في الحياة لأنها حصنه الحصين
فالأبوان مهما كبرا يحبّ الابن أن يراهما أمامه مثالين شامخين لا يشيخان أمام الدهور
فأمي لنتشيخ...