news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
ازهد فيما عند الناس يحبك الناس ... بقلم : بدر خواجكية

كان هناك ملك عظيم  لديه قلب رحيم  يعدل بين الناس ويحبهم ويعطيهم كل ما يتمنوه وكذلك الناس فقد بادلوه المحبة والاحترام 


وفي احد الأيام نزل هذا  الملك متخفيا إلى السوق ليطلع على أحوال الناس فرأى الناس  مبتهجة و سعيدة  تبيع وتشتري والأصوات تتعالى  والكل يجني ربحا وفيرا والكل يهف بحياة الملك ويتحدثون بمشاعر طيبة تجاهه ففرح كثير وقبل أن يعود  قرر أن يجرب العمل معهم ليشعر بالجهد الذي يبذلوه و  ليرى  قدراته و حظه بالتجارة  فاشترى بعض البضاعة من احدهم وتجول بها فباعها وربح ربحا جيدا فشعر بنوع من السعادة لم يشعر بها من قبل وبعد أن عاد إلى قصره قرر أن يستمر بهذا العمل عندما يجد الوقت لذلك ولكثرة مسؤولياته  لم يستطع النزول إلى السوق رغم انه لم يتوقف عن التفكير بهذا الأمر   فشعر به وزيره المقرب وسأله عن ما يشغله فصارحه الملك بقصته وكيف باع واشترى وكسب المال وكم  شعر بالسعادة الغريبة التي لم يشعر بها من قبل

 

قال له الوزير أنا اعلم انه لا ينقصك المال فكنوز الدنيا بين يديك ولكن لا تشغل بالك فسوف أرسل من يتاجر لك فيبع ويشتري ويأتيك بالربح  كل يوم  ففرح الملك ووافقه

وهكذا كان يأتيه الوزير يوميا فيقول له اشترينا وبعنا وربحنا كذا والملك يسر لسماع تلك الأخبار واستمر الأمر عدة سنين  بعدها بدأ الملك يشعر بأن هذه التجارة التي يقوم بها رغم ان مكاسبها قد كبرت كثيرا لكنها  لم تعد تكسبه السعادة كما كانت من قبل  فقرر أن ينزل للسوق ليبحث عن هذه السعادة الضائعة بنفسه  وعندما وصل السوق متخفيا كعادته رأى هدوء غير معهود وكأن الناس في مأتم والكآبة والحزن على وجوههم وسمع بعضهم يتحدث عن الملك بمشاعر فيها الكره والقسوة  ففوجئ لما سمع وحزن كثيرا ولكنه أراد ان يعرف السبب  فسأل احدهم عن أحوال السوق والتجارة فقال له أنها سيئة لأن رجال الملك لم يبقوا لنا شيء نتاجر به  فتراجعت أحوالنا  وأصبحنا فقراء بعد أن كنا أغنياء فأسرع الملك إلى قصره و طلب  وزيره وقال له كيف تسلب الناس أرزاقهم فقال له الوزير نحن لم نظلم أو  نعتدي على احد ولكن التجارة منافسة والبقاء للأقوى  وأنت أمرتني ففعلت  فأطرق الملك قليلا ثم قال له  دعوا الناس لتجارتهم ولا تشاركوهم بها  بعد اليوم وعلم أن محبة الناس أغلى من كل كنوز الدنيا ومحبة الناس تتطلب الزهد بما في أيديهم وأمر بالعطايا والمساعدات للناس بشكل عام  وللتجار بشكل خاص ليحسن أوضاعهم وليعيد الحياة للأسواق بعد أن كادت تموت

 

فرح الناس وعادوا يهتفون للملك  ويبادلونه المشاعر الطيبة  وعادت الفرحة تملى قلب الملك بعد ان غابت عنه 

وتوتة توتة خلصت الحتوتة 

2011-04-17
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد