news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
الاختلاف والتنوع ... بقلم : بدر خواجكية

.الاتفاق يمنحنا إمكانات هائلة للتعاون والبناء المشترك.


والاختلاف مصدر للثراء والتجديد والصقل والإبداع والنمو...ونحن بحاجة إلى كل ذلك.بيننا اختلافات نفسية وعاطفية وعقلية,ولكل منا نشأته وثقافته وتجربته ومصالحه وأوضاعه الاجتماعية والاقتصادية,وكل هذا يمنح المشروعية للاختلاف في كثير من الأمور.

إذا أردنا أن نعترف بالاختلاف-بل الصراع أحياناً-فإن مفتاح ذلك يتطلب منا الاعتراف بأن الناس لا يرون الحقائق القائمة على ما هي عليه,أو بعيون مجردة, وإنما يرونها عبر نظارات وأغشية من ثقافتهم وفهمهم واهتمامهم؛ولذا فإن كثيراً من الخلاف يقع حيث نوقن أنه لا خلاف.

 

أسباب وجود الاختلافات.

هناك أسباب كبرى تشكل بيئة الخلاف والصراع,وهناك أسباب جزئية قد يتوفر بعضها لدى بعض الناس دون بعضهم الآخر. فمن الأسباب الكبرى:-

1-اختلاف القيم والمفاهيم والأفكار التي نرى من خلالها الوجود,تشكل أهم المصادر التي تؤسس للخلاف والاختلاف

2-اجتماع الناس مع بعضهم يولّد بطبيعته سوء فهم وعدم تطابق الذوات والمفاهيم والاحتياجات عوامل أساسية

4-,انتشار عقلية الشح والخوف من المستقبل التي تطبَّع بها أكثر الناس,تزيد الأمر سوءاً,ويشعر معظم الناس أنهم لا يحصلون على ما يريدون.وهذا في حد ذاته مصدر لنزاعات كثيرة.

أما الأسباب الجزئية التي تولّد الصراع والخلاف فهي كثيرة جداً,نذكر أهمها في الآتي:

 

- مثلا حين يجد الموظفُ مديَره يغدق المكافآت على من لا يستحقونها في نظره,على حين يُحرم هو منها,فإن ما سيحدث هو الشعور بالمرارة والظلم والشعور بالتحامل على الأب والمدير,وعلى أولئك الذين نالوا أكثر من غيرهم.

-وبعض الناس,يحملون بين جوانبهم روحاً عدوانية,وكأن الواحد منهم,يبحث دائماً عمن يتشاجر معه.

-قسم غير قليل من الناس,عنده نقص في المرونة الفكرية والنفسية فالإصرار والعناد على مالا نهاية سمة جوهرية في تعامله وعلاقاته.

-الفقر و عدم الشعور بالأمان الذي يسبب للإنسان  انخفاض في المعنويات, وعدم الاستقرار في حياته , يجعله يتخذ مواقف حادة,ممن ينصحه أو ينقده.

 

-الاختلاف في الوسائل والأساليب التي علينا أن نعتمدها في إنجاز أمر,أو تغيير واقع,سبب مهم من أسباب الاختلاف.

-التنافس من أجل السيطرة,وتسلّم زمام الأمور,أدى على مدار التاريخ إلى أسوأ أنواع الصراع, وأكثرها وحشيةً ودموية.

-التوقعات التي لم تتحقق وذهبت  في مهب الريح  تضعف العلاقات الاجتماعية وتزيد من أسباب الخلاف

كيف نقلل من الخلافات مع الآخرين؟

لابد أن نختلف,ولكننا نستطيع أن نؤطر الخلاف,ونجعله موضوعياً ومنتجاً ومحدداً , وذلك من خلال عدد من الإجراءات,نذكر منهـا:-

 

1- على الواحد منا أن يثق في عون الله-تعالى- له وأن يخطط لاستغلال موارده- مهما كانت محدودة - على الوجه الأكمل؛فبذلك يتمكن من أمر مهم في تجنب الصراع,ألا وهو التقليل من الآمال التي يعقدها على الآخرين إلى أدنى حد,حيث يقل عتبه على الآخرين,كما تقل خيبة أمله فيهم.

2- في مقابل هذا, من أجل تقليل الاحتكاك بالآخرين, فإن على المرء ألا يسرف في إعطاء الوعود للآخرين, فيجعلهم يتوقعون منه أشياء,لا يستطيع هو الوفاء بها .

3. علينا في هذا الصدد أن نحرص على الوضوح التام,وأن نقلل إمكانات اللبس إلى أقل ما يمكن.ولنتذكر أن الوعد الذي نقطعه على أنفسنا,يرتب علينا مسؤولية شرعية, وأن من علامات المنافق أنه إذا وعد أخلف.

4 - كثير من الخلافات ينشأ بسبب سوء الفهم,وقديماً قالوا:[أساء فهماً فأساء إجابةً](1) [(1)أي ساء فهمه للكلام,فساء جوابه عليه].

 

5. ولذا فإن علينا أن نحسَّن مهارات(الاستماع) لدينا,كما نحسَّن مهارات الحديث؛ حتى لا نسيء فهم الآخرين,ولا نتسبب في سوء فهمهم لنا.

6-لا تدع نفسك فريسة للآخرين,فيثيروا غضبك متى ما أرادوا,ويدخلونك بذلك في العديد من الأزمات.وعلينا أن ندرك أن التماسك والسيطرة على الانفعالات من أهم الأسباب التي تتيح الفرصة للتفاهم وحل المشكلات عن طريق التداول الهادئ.

7. لنبحث دائماً عن الحلول بدل أن يكون دأبنا إلقاء اللوم على الآخرين . إن البحث عن حلول,يعني تأجيل الصراع,كما يعني إيجاد نوع من الضمان لعدم تجدد أسبابه؛ على حين أن لوم الآخرين-ولا سيما إذا كثر-يدل على أن هناك أخطاء في العلاقات على مستوى المبدأ والنظام.

 

8 - على الواحد منا أن يخفف من إصدار الأوامر والأحكام,وألا يعمد إلى التهديد أو يكثر من النصائح إلا في أضيق نطاق,وهذا المسلك يجب أن يكون عاماً في المنزل ومع الزملاء والمرؤوسين والطلاب ... فما ذكرنا يثير دائماً توترات, ويفتح الأبواب للحزازات.

9- لنحاول أن نقضي بعض الوقت في محاولة فهم الأسباب الكامنة وراء سلوك الناس وتصرفاتهم؛إذ إن نوع السلوك قد لا يمكن فهمه وتفسيره من غير معرفة الدوافع العميقة التي دفعت إليه.معرفة الدوافع قد تمكننا من معرفة المحاور التي تتمحور حولها أنشطة الأشخاص الذين نتعامل معهم,وإذا ما استطعنا وضع اليد عليها,نكون قد امسكنا بالمفتاح الذي سنستخدمه في فتح مغاليق كثير من تصرفاتهم الغامضة والمتناقضة.

 

1. - ما يثيره الخلاف بين الناس-في أكثر الأمر-ليس الحق الصريح أو الباطل المحض,وإنما الباطل الملتبس بالحق,والحق المختلط بالباطل,ولذا فإننا إذا تعاملنا مع خلافتنا بعقلية(إما هذا وإما ذاك)فالغالب أننا لن نصل على حلول جيدة.

11.  -لابد لأحدنا أن يعترف بدوره في المشكلة,كبيرا  كان أم  صغيراً؛لأن هذا سوف يدفع الطرف الآخر إلى سلوك المسلك نفسه.وحين تحدث اعترافات متبادلة بالخطأ وقبول اللوم,فإن المأمول أن ينتهي الخلاف من فوره .

 

12.  حاول أن تلفت نظر الخصم إلى هدف سام مشترك,أنتما مطالبان ببلوغه,مما يفرض تجاوز الخلافات الصغيرة,والانطلاق إلى الانخراط في أعمال أكبر وأهم .

13.  -على الواحد منا أن يحافظ على هدوئه,ويعطي الوقت الكافي لخصمه لسرد ما لديه,  والتنفيس عما يجده من كرب وضيق في نفسه.

14.  -من المستحسن أثناء البحث عن حلًّ أن نتجاوز الماضي إلى الحاضر؛فبدل أن تقول لخصمك:لم أثق بك في يوم من الأيام, , اعمد إلى القول: كلامك هذا يضعف ثقتي بك.وقد يكون من الأفضل أن نبحث عوضاً عن أسباب حدوث خطأ من الأخطاء في كيفية إيجاد الاحتياطات لعدم تكرره في المستقبل.

اخيرا 

 

  إذا لم يمكن الوصول إلى حلًّ مناسب,فإن من الممكن الاستنجاد بالوقت,وتأخير المواجهة لعل الزمن يكون جزءاً من الحل.ولكن علينا أن ننتبه إلى أن التأجيل المتكرر قد يؤدي إلى تأزم المشكلة,ولذا فتأجيل البحث ليس لطمس المشكلة,وإنما للاستفادة من فرصة جديدة لحلها.

(مختصر من كتاب العيش في الزمن الصعب )

2011-04-22
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد