سأتحدث لكم عن مكان ربما تعرفوه من وصفي له أتمنى ان تعرفوا عن ماذا أتحدث........
تقع بين قارات العالم القديم أسيا وأوربا وافريقيا يحدها من الغرب البحر الأبيض المتوسط ومن الشمال تركيا ومن الشرق العراق ومن الجنوب الاردن مساحتها 185.000متر مربع عدد سكانها يقارب 22.000000مليون نسمة فيها أربعة عشر محافظة غنية بثرواتها الباطنية وبيئتها خصبة للزراعة
ومهد الديانات السماوية وأرض الحضارات سكانها خليط بين عرب واكراد وتركمان وارمن وشركس ... لن أكمل هل عرفتم عن ماذا أتحدث .......؟؟ عن سوريا ......
بلد المقاومة والصمود بلد الامان بلد الخيرات أنها بلدنا التي درسنا عنها منذ صغرنا تربينا على حبها نشأنا في احضانها شربنا مائها وتنفسنا هوائها أحببناها صدقا احببناها من كل قلبنا أحببناها........
لسنا بحاجة لمن يعلمنا ما هي بلدنا.. لن يحبها أحد أكثر منا..ومن الحب ما قتل..فنحن الان ندفع ثمن هذا الحب ..دماء ذكية تزرف ودموع أمهات تزرف وقلوبنا تختنق حزنا .......
نستيقظ كل صباح لنستمع إلى الاخبار نسينا فيروز ننام وعيوننا على الاخبار ونسينا عبد الحليم أيضا .. منذ ثلاثة أشهر ونحن نشاهد ماذا يحصل في تونس وفي مصر ثم اليمن وبعدها ليبيا ولم نتوقع أن يحدث ذلك في سورية لماذا لا أعرف؟؟؟
لكنه حدث وسقط الشهداء.. سورية الدولة و المجتمع هذا العنوان بعيد عما تحدثت عنه .......
لماذا حدث ذلك؟؟ يقول:(( نزار قباني: ما دخل اليهود من حدودنا بل تسربوا كالنمل من عيوبنا))
فما يحدث في سوريا ليست فقط إسرائيل وأمريكا وكل من له هدف بزعزعة أمن هذا البلد هو السبب فيما يحصل فالمؤامرة موجودة دائما وهي تنتظر الفرص لكن نحن من يعطي((( الفرص)))
لن ننكر ذلك والفرصة أتت من الهوة الشاسعة بين دولتنا ومجتمعنا فحالة الطوارئ التي كانت تسلط يد الامن في مصادرة الحريات التي هي بسيطة ولا تؤثر على أمن البلد وصموده بل تزيده قوة هذا كان له أثر كبير في تزايد الفساد الإداري من الرشوة والمحسوبيات وغيره من هذه الامور...
فالسبب هو عدم وجود نظام يحدد عمل كل جهة وتدخل كل جهة في عمل جهة أخرى ....جعل الأمور تسير بشكل فوضوي هذا كله كان يحصل ربما لمصالح فردية لكنها مع الزمن أصبحت نظاما يمشى عليه ...ودائما والضعيف في هذه السلسلة هو من يدفع الثمن ((أي الشعب)) الذي من دونه لا وجود للدولة فعدم معالجة الخطأ يولد خطأ وتراكم الأخطاء يولد ما نراه من فوضى ...
لا يختلف اثنان على وجود يد تستغل ما يحدث في هذا البلد وتحاول دفعه إلى الهاوية لأسباب كثيرة لست بصدد الحديث عنها....لكننا نقع بنفس الخطأ.. لا نعرف التعامل مع هذا الشعب.
دماء الجيش والأمن والمدنيين هي أطهر من أن يساوم عليها أحد ...
المشكلة حدثت....و الآن ليس من المفيد بهذا الوقت إلقاء اللوم على الأمن أو المندسين فمن كان وراء هذه الجرائم لا يهم المهم توقف هذه الدماء لأننا أقول مرة أخرى نحن من يدفع الثمن ((الشعب السوري)) فالحل هو المطلوب والحل لا يكمن في تراجع طرف وانتصار طرف الحل يكمن في فهم الطرفين لخطورة ماذا سيحدث لأننا وقتها سنخسر كل شيء ونكون كلنا خونة لهذا البلد لأننا سمحنا لأعدائنا بالتدخل في شؤوننا لأنهم والله لن يرحمونا وهم يبذلون الآن ما بوسعهم للنيل من بلدنا......