news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
خبر عاجل ... من شاهد عيان نائم... بقلم : محمد الأغا

دخل شاهد العيان إلى بيته منزعجاً و الشرر يتطاير من عينيه فالجو في الخارج على ما يرام و الهدوء يعم المكان و كل شيء طبيعي و تسير الأمور بسلام و أمان .


و هذا بالنسبة له شيء غير طبيعي فالحشود التي كان يحلم بها لم تخرج بعد و صوت أزيز الرصاص الذي يطلق في أعنان السماء لم يسمع به أبدا و حتى الإطارات المطاطية لم يشعلها أحد وهكذا لن يجد ما يعلق عليه و أحس بأنه عاطل عن العمل و نشر الخبر .

 

لم يكد يخلع حذاءه حتى صرخت به زوجته و أنبته بشدة على عودته باكراً فهي لم تنتهي من ترتيب المنزل و طعام الغداء لا يزال على النار و طلبت منه الذهاب فوراً إلى غرفة النوم و عدم إزعاجها ريثما تنتهي من عملها

دخل إلى غرفته متعباً بعد يوم شاق قضاه في أزقة و شوارع المدينة و هو يبحث عن الخبر الذي سيهز العالم ويكون مثل القنبلة المدوية

بدل ملابسه بسرعة واستلقى على السرير وأغمض عينيه وهو يحلم باسمه يتردد في كل مكان

 

وتتناقله وكالات الأنباء ووسائل الأعلام عبر الفضائيات ويشار له بالبنان

وما كاد يغفو له جفن و يرتاح له بال حتى سمع صوت جرس الباب يدق بشكل مزعج وكأن أحداً يريد أن يداهم المنزل أو يقتحم المكان فتحت زوجته الباب بلهفةٍ وقالت خير إن شاء الله جارتنا أم محمود وكانت جارتهم أم محمود تسكن في الطابق الأرضي سمينةٌ ثرثارة تتدخل في كل ما يعنيها ولا يعنيها

-         ومن أين سيأتي الخير  ألم تسمعي صوت سيارات الإسعاف  ويقال أن هناك إطلاق نار و عشرات الإصابات في الساحات

-         والله يا أختي لم أسمع شيئاً وعلى ما يبدو أن صوت الراديو كان عالياً

 

-         أعوذ بالله يقولون أن المسيرات قد خرجت و الطريق مقطوع ولقد احرقوا الإطارات أمام مركز الشرطة وتابعت أم محمود كلامها يا أختي أفتحي التلفاز على الفضائيات وشاهدي أخر الأخبار يقولون أنها مشتعلةٌ في كل مكان ولا يوجد خبزاً و لا ماء إياك أن ترسلي أولادك للمدرسة فغداً ستستمر الاشتباكات  و تحدث المصادمات

وهنا اقتربت أم محمود وهمست في أذن جارتها و أكدت لها أن ناطور البناء شاهد جارهم السائق الخاص للمسؤول قد أحضر كثيراً من الخبز وهذا يؤكد حدوث شيء ما فهو أعلم ببواطن الأمور و مراكز القرار  ولم تستطيع أم محمود أن تكمل فنجان قهوتها فعليها أن تنقل الخبر إلى باقي الجيران 0

وهنا قفز شاهد العيان من سريره فرحاً مرحباً بهذه الأخبار التي يطرب لها البال أشعل جهاز الكمبيوتر وفتح إيميله الخاص ذو الاسم المستعار و أرسل بسرعة كل هذه الأخبار  .

وما هي إلا دقائق حتى سمع صوت زوجته تدعوه لطعام الغداء فأثنى عليها وقال : شيء طيب المذاق سلمت يداك يا أعز الناس و من يستطيع غيرك أن يعد مثل هذه الأطباق  وبينما هو بعد العصر يتناول كوب الشاي  شاهد على الشريط الإخباري في تلك القناة الفضائية

... خبر عاجل من شاهد عيان .... عشرات القتلى و الجرحى في مدينة عربية وأنباء مؤكدة عن وجود مسيرات مليونية و اعتصامات وإحراق سيارات الشرطة و مركز البلدية  .

 

2011-05-06
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد