بداية أترحّم على أرواح الشّهداء الذين قضوا فداء للوطن , في سبيل عزّته و تطّوره و مستقبله الأفضل .
أعتزّ و أفتخر بأنّني ابن الأبجديّة التي أهديناها للعالم لتكون نوراً و سلاماً وتآلفاً , سوريا التّاريخ و ما التّاريخ بدونها؟!؟
نحن التّاريخ و جذوره , نحن الأصل و الأصالة , من عندنا كانت البداية و عندنا يوم الجمع النّهاية .
أنا سوريّ الدّم و الهويّة و قلمي حرّ من أيّة تبعيّة , عندي أمن سوريّا و أمانها فوق كلّ أُمنية , هذا همّي اليوم و غداً , و سأكون بالمرصاد لأيّ دعيٍّ أو دعيّة .
إن خرجتَ في مظاهرةٍ على حدّ قولك سلميّة فلا تنادي إلّا باسمك و اسم من معك , فالشّعب لم يمنحك صلاحيّة أن تتحدّث باسمه !! أنا أيضاً لم أمنحك هذه الصّلاحية !! لا تقل (( الشعب يريد ... أو مثل ذلك و ما شابه)) بل قل (( أنا أريد ... أو باسم جماعتك نريد و ما شابه )) ؛ فإن فعلت ذلك فسأبقي و من مثلي بعض الاحترام لك , وإن لم تفعل فستؤكّد لي أنّك ومن معك لا تسعون إلى خير الجميع وإنّما لديك مآرب أخرى .
أنا سوريّ النّشأة و الولادة , جدّي و أبي لم يعلّماني التّفرقة و الطّائفيّة ؛ فإن كنت سوريّ النّشأة مثلي !! فلماذا تصفّق لشيوخ الفتنة وتركب مراكبهم ؟!؟ لا مجال عندك أن تدّعي أنني أُلفّق لك كذبةً , فحضرتك من صوّر لنا المشهد و الصّورة .
أنا سوريّ ولعلّني وافقتك في أوّل القضيّة , لأنّني أريد للفساد في بلادي أن يموت , لأنّني أريد أن يُحاسب المقصّر , أن يكون الرّجل المناسب في المنصب المناسب , و أن ... و أن .... ؛ لكنّني اليوم لست معك , لست معك , لأنني رأيتك كيف أحرقت المشافي و المحلّات و السيّارات الخصوصية باسم مظاهراتك السّلمية , و كيف ذبحت نضالاً و رفاقاً له باسم الحريّة , وكيف تتهم غيرك بالعهر و الكفر لأنّهم لا يوافقونك الرّأي وأنت من تدّعي أنّك سُلبت حريّة التعبير و تنادي بالرّأيين ؟!!؟؟ تقول لنا أنّها سلميّة !؟ تصدح على شاشات العربان بذلك , وعلى الأرض ترفع في وجه أخي البندقية , وإن سألوك تكذب باسم الإسلام و المسيحيّة , و تشهد أنّك رأيت و ما رأيت .... .
أنا سوريّ و أرضي ستبقى عصيّة على الأعداء , فإن كنت سوريّاً أصيلاً كيف تُنادي بتدخّل النّاتو و الجيوش الاستعمارية , كيف تسمح بالمقايضة و أنت سمعت كما نحن سمعنا ما يقوله الأمريكان في العلن ؟؟!!؟؟
هل بتنا في الزّمان الّذي لا عيب إن وضعت يدك في يد عدوّ الوطن , مهما كانت مظلوميّتك ؟
أنا ابن الأبجديّتين و لن أرضى أن أُقاد كما تُقادُ البهيمة من قِبَلِ قنواتٍ تدّعي الموضوعيّة و الشّفافية , وفي كلّ يوم أراها كيف تُسوّق لرأيٍ واحدٍ هو رأيها , و تجنّد لذلك كلّ مالها و سطوتها وأفلامها الهوليوديّة , ناهيك عن شهود زورٍ عميان فضحوا أنفسهم و يفضحون , مهلاً مهلاً , لعلّكم نسيتم أنّنا من علّمناكم الحرفَ و أنّنا الأستاذ و المدرسة , فلن تنفع أكاذيبكم و لن ينفع خبثكم , و سيأتي يوم يكون لنا فيها القول الفصل و وقتها لن نقبل بعفى الله عمّا مضى منكم أو من غيركم .
جدّتي لو تعلّمت لكانت قاضية أو وزيرة , قُدّر لها أن تعاصر الفرنسيين و من قبلهم العثمانيين , عاصرت الاستقلال و كلّ حروب العصر و ثوراته , قالت لي و تقول : يا بنيّ سوريا هي الدّنيا , هي بيتنا و بهجتنا , عاشت عزيزة و ستبقى عزيزة , هي الأرض الّتي تكسّر على تخومها جبروت الأعداء , هي الأصل و الكّل من بعدها فروع .... .
وتقول جدّتي : إن كان بيتك من بلّور فلا تضرب النّاس بالحجارة ومن لا خير فيه لأهله فلا خير فيه لأحد ( أسقِط الكلام على الجزيرة القطرية و أميرها و أخواتها )
أيّها الآخر : إن لم يعجبك كلامي فهذا شأنك , وإن شددتني إلى طرف من الأطراف فهذا شأنك , لاأجبرك أن تتبنّى وجهة نظري و لكنّني أدعوك إلى ذلك , وإن خالفتني الرّأي لما فيه خير الوطن فتعال للنقاش على أرض الوطن , وليس من على ظهر حاملات الطّائرات الأمريكية , أو من خلف شاشات الكمبيوتر .
وإن أنت أردت الخراب للوطن فسيكون خرابك أنت و من معك , لأنّ الوطن سيبقى عزيزاً رغماً عنك , فاستفق من غفوةٍ ربّما .... و تُب علّها تفيد توبتك .