كنت صغيرة... لكنّي فهمت الحديث, لا أعرف لماذا؟!..
عندما سألت أختي الكبرى جدي - رحمه الله - عن الوطن, ما كان منه الا ان عقد حاجباه!
قرأت في عيني أختي التراجع, لكن ابتسامة جدي أعادت الروح الى أختي...
ضمنا جدي اليه, وقال: الوطن هو هذه الأرض التي احتوتنا, تعبت معنا, عرفتنا وألفتنا وألفناها أصغت لآلامنا, وأصغينا لآلامها.
هو ذلك المكان الحميمي, الذي عشنا فيه وكبرنا فيه بعز واحترام, هو حيث الكرامة مرفوعة, والحياة مصانة, هو الأمان والسلام..
أمنك أنت وأختك يا بنيتي...
تذكرت حينها ان وطني هو سورية, وعندما كبرت تذكرت, اني عندما اقول سورية, أرفع رأسي بعدها بعز واحترام...
آه .. يا وطني... يا أماني...تركت فيك.. أمي وأبي وأخوتي وأخواتي وأولاد اخوتي وأخواتي... تعهدهم, واحميهم أيها الوطن الغالي...
الوطن هو الأم التي لا نحبها لأنها أجمل نساء الدنيا, لكننا نهواها, لأنها أمنا وهذا يكفينا...
وطن كل سوري... هو وطني.. وطني النقي الجميل...
هو البلسم, هو الربيع في كل الفصول.. هو ضحكات الأطفال, هو ابتسامة الجد والجدة...
هو وطن يرعاه قائد مثل بشار الأسد...
حماك الله يا وطني من الأشقياء....
فوطن الأشقياء, وجبة عشاء...لله درّك, أنّى يحين موعد العشاء؟!..