يقال:يوجد في كل شيء سيئ شيء جيد و يقال أيضا : يولد الخير من باطن الشر.
لا يخفى على أحد حقيقة ما كان عليه الإعلام العربي السوري قبل الأحداث في سوريا الذي كان يتعامل مع أي خبر بطريقة سطحية وساذجة و رسمية و لا أبالغ إن قلت (باستخفاف بالعقل السوري) ما خلق حالة من التشاؤم و العزوف عن مشاهدة القنوات السورية و اتسعت الفجوة بين المواطن السوري و قنواته الإعلامية.
كل هذا كان جليا للجميع قبل الإضطرابات التي شهدتها سوريا.فمن اللحظة الأولى لإندلاع الأزمة حجمت أنا شخصيا عن متابعة القنوات السورية الرسمية للأسباب آنفة الذكر و لجأت إلى بعض القنوات مثل الجزيرة و غيرها لإيماننا بمصداقيتها و كنت أمسك قلبي بيدي لما أشاهده من صور مروعة و تعليقات خطيرة و كنت أحسب أن سوريا تميل نحو الفوضى و اللاستقرار..
إلا أن القائمين و المسؤولين عن الوسائط الإعلامية السورية استيقظوا من سباتهم وتذكروا قول الشاعر:
ألا انهض وسر في سبيل الحياة فمن نام لم تنتظره الحباة.
و أدركوا أن أمامهم خيارين: إما التسليم بما تبثه بعض القنوات أو مجابهتها و تسليط الضوء على ما يحدث في بلدنا الغالي ليكون المشاهد على علم بما يجري و يحكم على الأمور بنفسه.و فعلا هب الكبير و الصغير ومن يهمهم مصلحة الوطن لمقاومة ما يحاك لسوريا من فبركات إعلامية و مؤامرات,و بفضل الجهود الجبارة التي بذلت لتغطية هذه الأحداث استطاع الإعلام السوري استرجاع الثقة و ردم الهوة بينه و بين المشاهد العربي بشكل عام والسوري بشكل خاص و عرى بعض القنوات التي لطالما تبجحت بشعارات براقة وردية كالشفافية و الموضوعية و الحيادية.رحم الله من قال:
ولمت الآلام منا شملنا ونمت ما بيننا من نسب