-1-

لقدّ نهضت في الآونة الأخيرة بعض الهمم المهزومة والمصابة في تاريخها وإنسانيتها , مرددة بعض الهتافات الشاذة ,محاولةً النيل من تماسك جسد الأمة بغية إحباطها وبثّ روح الذعر والريبة في عقول المواطنين ,  إن هذه الهمم الناقصة تربّت على الأفكار البالية والدعوات الشيطانية التي نَفَقت  في مهدها ,وانتهى عهدها, والتي برأ منها حتى دُعاتها , ولقد عفى عنها الزمان والمكان .

-2-

" الدين لله والوطن للجميع"

تعيش سوريا هذا الشعار بكل حروفه ومعانيه ومكوناته منذ نشوء الحضارات الإنسانية, لذلك يحاول بعض روّاد السلفيّات البائدة والعقائد الفاسدة رفع رؤوسهم من تحت الرماد لكسر هذا الشعار المقدّس. لأنّه وعلى ما يبدو لا يناسب مشروعهم المريض في بناء الدولة الإسلامية وتأمير الإمارات وتقليد القلادات , ظنّا منهم أن الشعب السوري يسير في ركبهم ويهيم في حبهم , لقد غفلوا عن الحقيقة وتاهوا عن الطريقة , لأن هذا الشعب شعب حيّ , لا يُؤخَذ بمثل هذه الأضغاث ,ولا يقف على هذه الأحداث, شعب يعيش الإسلام بمفهومه الحضاري الواعي, و لا يقع في سراديب الخرافة والشعوذة والوساوس .

-3-

أقول لحضرات السلفيين والجهاديين :

ليس لدينا في سوريا العظيمة مكان لكم ولأهوائكم.

ليس في قلوبنا حيّز يقدر على مودّتكم .

ليس في قرآننا آية تدعو إليكم ولا لربّكم .

لستم في إحلامنا .

خذوا أحلامكم وانصرفوا .

يا من عُدمتم الرجولة

يا من قتلتم الطفولة

ويتّمتم الأيتام

ستبقى سوريا في غيابكم .

ستبقى الأقوى بعد التخلص من أورامكم

يا سرطان التاريخ والحاضر والمستقبل .

سنبرأ منكم براءة الذئب من دم "يوسف"

سوف تأكلكم مزابل الأمم .

وستُحذفون من قائمة الإنسانية .

وستُرجمون بالكوابيس التي زرعتموها في خيال الأطفال والأشبال.

ستدوسكم أسود سوريا .

أنتم راحلون ......

راحلون

وستبقى سوريا