لا أدري ما هو التعبيرُ الذي يُمكن أن أصِف به هذا الزمن
ربما هو نِهايةُ البشرية التي تعيش الآن حياة الشيخوخة , تتكئُ على جسر الوجود بعصاً مصنوعة ً من نعمة إلهية وهبها الله لمن بقي في كيانه ذرة إيمان تنتظرُ بُوق الميعاد لتولد من جديد طِفلا له بَرَاءة الخَلق ِ الأول . انه زمنُ الانحِطاطِ الأرضي زمنُ شَيطان لا يعرف إلا لغَة تَشرِيدِ النَسل ِ الإنساني .
منذ أن ولِد هَذا الوجُود وأنبياءه يَتَوَالون علينا مَرة تِلو أُخرَى لِحَقيقةٍ واحِدة لم تتغير مُنذ الأزَلْ أن للوجود آلهً واحداً فرداً صمداً . وعلى الرغم من نِعمةِ العَقل إلا أنَّ هذه الحَقيقة لم نَعرفِها أبداً وكلما اقتربنا من مَعرفتها زدْنا جِهلا ًوضلالا وإلا لمِا كل أولائك الأنبياء الذين أتوا , إننا لو عرفنا هذه الحقيقة لكان الله قد اكتفى بنبي واحد..
انظرْ إلى وَجهي بتَمعن ٍ ألا ترى فيه عَينين ِ كالتي رُسِمتا في وَجهِك هَلْ أذنيّ أطوَلُ مِنْ أذنيك . أو انَفي هلْ رُسِم على جَبيني خِلافا ً لأنفِك . أنتَ إنسَان و أنا إنسَان مَعَالِمُنا واضحة ونَسْلنُا مِنُ بَني ادم لا يَختلفُ فيه اثنَان إذا لمَ تَقتلنِي ........!!
على هَذه الأرض ما يَِكفي الجميع , على هذه الأرض مَحبة ٌ تُعبأ ُ قُلوبَ الجميع ,على هذه الأرض خُلِقنا لنُهدي بَعضَنا وردا ً ويَاسمين ونَموتُ قائلينَ إليكَ الرُجوعُ أيها الأحدُ القديرْ .
بَعيداً عَن فَلسَفة الحَياة التي يُمكنُ أن تُوجَز بِكَلِمةٍ واحدة -المَحَبة –
أقِفُ اليومَ على أعتَابِ هذا الزَمن ولا أدري ما هو الشُعور الذي أرغَبُ أن يَرتَسِمَ على وَجهي أضحَكُ أم أبكي زَمَاني أغضَبُ أم أدَعُ حِكمَة البَاري تُقدرُ ما تَشاء .
فُضلنَا بالعَقل ِ عَن سَائِر الخَلق لكنَّ السِلاحَ الذي فُطِرنا عليه, قَتلنا به أنفُسَنا فرقنَا بَعضنا, جزأنا حَقيقتنا ومَضينا أدنى مِن الحَيوانَات في تَعَامُلنا .
وان ألقينا نَظرةً على الوجُود رَأينا المَوجُودَات ذَاتها فالخيرُ والشًّرُ وجهَان لمْ يَتغيرَا إلا في الشَكل ِ ولكنَّ المَضمُون ذَاتَهُ وشَكل الشَر ِ في يَومِنا هذا وَاضِحٌ جلي للمُعن المُفكر . مُنذ الأزل بَقي الشَّرُ مُتجبراً مُتسَلطاً ولكِنَهُ لم يَنتصِر أبداً في النِهاية وهذه الحقيقة التي ما تزالُ ترافقني والتي لم أخَفْ مِن تغيرُها . ودَائما كانت حقيقة الخَير وَاضِحَة ً كعين ِالشمس تَهِبُكَ ضَوء الاطمئنِان , انك في الاتجاه الصحيح
.
وان أرَدنا أن نُقربَ الفِكرة أكثَر انظرْ يا سَيدي عَلى شَكلِ الخَيرِ والشَّر في يَومِنا هَذا فَلن تُحِيدَ عَن الصَوَاب لأنَّهُما وَاضِحَان لا غَبَاشَة في الرؤية .
هُم قُطاعِي طُرق وسَفاحِي أورُوبا فِي عَصرِ الظُلمة التي مَرت عَليها هَاجروا إلى وَطن ٍ جَديد بالفكِرةَ القَائِلة أبعِدهُم عَن الوُجود البشري وليقتلوا بَعضهم بَعضا ولكنِهم لم يَعرِفوا أنَّ هَؤلاء اللصُوص سَيجسِدُون شَيطَان زَمانِنا فِقتلوا مَن قَتلوا وتَجَبروا وتَسَلطوا واليَوم قَد غَيروا شَكل المَوجُودَات فقد أصبَحَ الاستعمارُ
القديم الذي يقتلُ الناس ويَحتلُ الأرض أصَبح استعمارا للعَقل الذي أدرَكُوا قُوته فَحَارَبُونا به .
ومَع تَطور البَشريَة تِكنُولوجيا ً بَدئوا يَشنُونَ غَارَاتُهم على عُقولَنا فتارَةً تَرَاهُم يَخرُجُون مِن صُندوق الدُنيا الذي أصَبَح الَه كل بَيت وتَارة يَخرجون من مُنظمات أقَامُوها بحُجة حِمَاية الإنِسَان وحُقوقه وكأنَّ الله قد أعطَاهُم حَق الِدفاع عَن حُقوقنا .
يَقتلونا ثم يَمشون في جَنازتنا . يُوجِهون عُقولنا كما يَريدون . ليس حُبا بالتسلط . أو حُباً بالمَال فالمَوضُوعُ أعمَقُ من ذلك بكثير يُريدون أنْ يُبعدُونا عَن الحق يُريدُون أنَ نَعبد شيطانهم المُتقلب في أشكال جَديدة في كُل عَصر وفي هذا السَبيل يبذلون كل ما يستطيعون ليطفئوا نُورَ الله في قلوبنا ولكنَّ الحقيقة التي لمْ يَفطِنوا لها أنَّ نُورَ الله لا يَنطفئ أبداً وأنَّ الحقَّ لا يَموتُ وأنَّ البِذرةَ الصَالحِة لا تَنجبُ إلا شَجراً طَيبا فلا تشكو يا أخي مما تَرَاه اليوم
فقط ابتسم فان الله مَعنا ...........