إن الالتزام بالمواعيد هي صفة ووجهة حضارية ودليل رقي في القيم والآداب الاجتماعية وسمة للإنسان الملتزم الذي يحترم نفسه و الآخرين وسبب من أهم أسباب تقدم الشعوب .
للأسف نلاحظ انتشار عادة عدم الالتزام بالمواعيد في مجتمعنا بحيث أصبح الكثيرون يركبون موجة هذه العادة السيئة غير أبهين بتبعاتها وأثارها السلبية فهم ما فتئوا يرتكبونها حتى أصبحت ظاهرة مستشرية غير مدركين أنهم بذلك إنما يتلبسون بصفة من صفات النفاق التي ذكرها الرسول الكريم(ص)بقوله : أية المنافق ثلاث :إذا حدث كذب وإذا ائتمن خان وإذا وعد اخلف .
ولطالما سببت هذه الظاهرة الكثير من الهدر في الوقت والمشاكل والخلافات والخسائر وأفسدت العلاقات فكم من الوقت ضاع هباء منثورا ونحن بانتظار احدهم حتى إذا جاء تراه غير مبال ولا أبه لما سببه لنا من إزعاج وضيق وخسارة للزمن بل حتى انه لا يكلف نفسه عناء الاعتذار اللائق .
ورغم أن الالتزام بالمواعيد هو الذي يجعل للإنسان مصداقية و احترام لدى الآخرين نجد انه أصبح من النادر في مجتمعنا أن نرى أناسا يلتزمون بمواعيدهم بدقة ويحرصون على الوفاء بها على أكمل وجه .
ولعل من المفارقات إننا أحيانا نسمع احدهم يقول أن فلانا موعده انكليزي أي انه ملتزم بدقة المواعيد وهذا إن دل إنما يدل على مدى التزام الغرب بالمواعيد وهذا بالتأكيد سبب في تطور هذه الشعوب وتقدمها .
أما نحن ورغم أن المثل الشهير ( الوقت كالسيف أن لم تقطعه قطعك ) هو مثل عربي إلا أن أكثرنا لا يدرك قيمة الوقت وهذه ما يؤدي إلى عدم الالتزام والتهاون والاستهتار بالمواعيد و دائما هناك الكثير من الحجج الجاهزة كسبيل لتبرير عدم الالتزام وامتصاص غضب المنتظرين .
وهكذا نرى بان ظاهرة عدم الالتزام بالمواعيد هي وليدة استهتارنا بالوقت وعدم تقديرنا لقيمته فهناك بعض الأمور التي لا يلقي لها الناس بالا ويعتبرونها غير مهمة لكن لو أخذناها بجدية لساهمت كثيرا في ضبط مواعيدنا وانتظام أوقاتنا إلا وهي وضع سلم أولويات لأعمالنا فلا ندع الأمور التافهة تطغى على برنامجنا اليومي .
فبتنظيم الوقت وترتيب الأولويات نرقى في المعاملة ونسلك سبيل التحضر والتطور .
والأكيد أن القضاء على هذه الظاهرة يتطلب منا أن نغرس في أبناءنا ونعلمهم قيمة الوقت واحترام الناس وبالتالي احترام المواعيد منذ الصغر لأنه من شب على شي شاب عليه