الانتحار هو هروب الشخص من الواقع المرير ومشكلات الحياة عن طريق وضع حد لحياته ,وفي التعريف النفسي الانتحار هو نوع من العقاب الذاتي والانتقام من الذات وإلحاق الاذى بها .
وتعتبر ظاهرة الانتحار من الظواهر الدخيلة على مجتمعاتنا المحافظة دينيا الى حد ما حيث ان الاديان السماوية برمتها تحرم الانتحار وتنبذ ازهاق الروح التي هي ملك لله عز وجل .
ورغم عدم وجود مؤسسات متخصصة تتابع ظاهرة الانتحار وترصدها وتقف على اسبابها ودوافعها الا ان ما نلاحظه من ازدياد رهيب في الاحداث التي يكون ابطالها اناس اختاروا الانفسهم الموت بديلا للحياة تشير الى مدى تسلل هذه الظاهرة وتغلغلها بشكل تصاعدي مخيف وخطير في مجتمعاتنا حتى اصبحت مشكلة حقيقية تستوجب الوقوف عندها وتسليط الضوء عليها ومعالجتها .
اما عن اسباب الانتحار فهي تختلف من مجتمع لاخر ولكنها تكاد تكون واحدة بالنسبة لمجتمعاتنا ومن اهم تلك الاسباب :
_ الاوضاع المعيشية الصعبة وانتشار الفقر والبطالة .
_ اسباب نفسية : فالضغوط النفسية الصعبة الناجمة عن بعض الامراض النفسية قد تتفاقم لتقود الشخص نحو الانتحار .
_ الفشل في بعض العلاقات العاطفية يعد سببا اخر من اسباب الانتحار .
_ تسلط الاسرة وفرضها قيودا صارمة تضيق الخناق على افرادها وتحد من حريتهم وكذلك تفكك الاسرة وتشرذمها وممارسة الضغوط و التسلط والقهر والعنف ضد بعض افرادها كلها اسباب قد تدفع الشخص الى الانتحار .
_ الخوف من الفشل ولا سيما الفشل الدراسي وما يرافقه من ضغط كبير من الاهل قد تقود بعض الطلاب الى الانتحار لانهاء معاناتهم .
اما ايجاد الحلول للتخلص من هذه الظاهرة والحيلولة دون تفاقمها اكثر فيقع على عاتق المؤسسات التربوية والاسرة في المقام الاول ويكون ذلك من خلال خلق الشخصية الواعية المتفائلة القوية القادرة على مجابهة ضغوط الحياة وتخطي صعوباتها ومرارتها والنهوض من جديد .
و القيام بحملات توعية للافراد والمجتمع للتعريف بمخاطر الانتحار واثاره السلبية الوخيمة و تربية الاجيال على التفاؤل والقناعة بواقع الحياة وتعليمهم كيفية التعامل والتكيف مع ظروف الحياة المختلفة والصبر على المحن وتجاوز الازمات .
كما ان الوازع الديني يشكل رادعا مهما وسببا وجيها لعزول الكثيرين عن اللجوء الى الانتحار.
وهكذا نرى بان الانتحار اسبابه عديدة وطرقه مختلفة ولكن مهما تعددت الاسباب والطرق فهي جميعا تصب في مستنقع الاستسلام والرضوخ والضعف والضياع .
واخيرا اقول : الحياة هبة من الله للانسان حتى يستثمرها فيما يعود عليه وعلى المجتمع بالنفع والفائدة وهي تستحق ان نعيشها فالحياة جميلة واجمل ما في هندسة الحياة جسر من الامل فوق مستنقع من الياس .
فليكن الامل والتفاؤل والطموح شعارنا في هذه الحياة حتى نهنئ في عيشنا .