news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
شعر
في رثاء الدكتور الصيدلاني مزيد المصري ... بقلم عبد المنعم صباغ

منيت الصناعات الدوائية السورية برحيل أحد كبار روادها. إنه الدكتور الصيدلاني مزيد المصري الذي ساهم مساهمة فعالة في تطوير الدواء السوري.


رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه وكل محبيه الصبر والسلوان. واسمحوا لي أن أرثيه من خلا هذا الموقع الموقر.

بِجفْنيْ ما بِجفْنِكَ يا سحَابُ

أرِقْ دمْعاَ، فأَحْبابيْ تُرابُ

ولكِنْ، إن بَكيْتَ اخضرَّ عُشبٌ

وإنْ جَفْنيْ بَكى اخْضرَّ الغيابُ

 

وما الأيَّامُ؟ تعْبُرُ، وَهيَ ترْميْ

مَحَفَّ حِرابِهاَ، وأنا أُصابُ

كدِيكِ الجِنِّ تطْعَنُنيْ وَتَبْكيْ

عَلى ما سالَ مِنْ دمِيَ الحِرابُ

 

هُمُ الموْتَى، أُنادِيهمْ: تعَالوا.

وليسَ سِوى صَدى صوْتيْ جوابُ

ولاَ طيْفٌ، ولاَ تلويحُ سروٍ،

ولا عندَ القُبورِ انشقَّ بابُ

ولَيْسَ لهُمْ رسائلُ، حِينَ تأْتِيْ

أُقبِّلُها، وليْسَ لَهُمْ إيابُ.

لقدْ جَعَلُوا نَهارَ الصّيْفِ رُوحيْ

ولكِنْ، حمَّلوا شَمْسِيْ وغابُوا.

أوى مزيدُ في الرَّحيلِ. اللّيلُ آتٍ،

وقدْ لفَّ العشيّاتِ اكتِئابُ

وَماَ باقٍ لَدَيْكَ سوَى جَبْينٍ،

 

كَمَا يَبْقى على عُودٍ ثِقَابُ

وَكُنْتَ لأمْسِ، تَنْهضُ مِثلَ حُصنٍ

تَحفُّ بِرُكنِ جَنْبَيْهِ الهِضابُ

فَما بِكَ؟! ما نَهَضْتَ اليومَ إلاَّ

وَقُلتُ لِدَمْعتيْ نَهَضَ الضّبابُ

أوى مزيدُ، لا أُصدِّقُ كيفَ كفِّيْ

يُصافِحُهَا مِنَ الحُصْنِ الخَرابُ.

 

وكمْ آهٍ وآهٍ فيك راحا

تُثيْرُ اللّومَ بينهُما العِتابُ؟

وتَنْحتُكَ الرجولة، مِثلَ ريحٍ

لطيبةِ قلبكَ نـُحِتَ السّحابُ.

 

وكلُّ العمرِ كان لديك، كدٌ

فأخلصت ووفيت الثوابُ

يَطيْبُ لَدْيكَ مُرُّ الوقتِ حتّى

لَظَنَّكَ ضيفَ ليْلتِهِ العذابُ.

أوى مزيدُ غيابك أدمى قلبي

بِحشدِ الغَيْمِ مِنْ برقٍ خُطابُ

وَلَيسَ لدَيْكَ شِفٌّ مِن رماد

إذا بِجَبيْنِكَ اشتعلَ الصّوابُ

 

كَأَنَّ العُمرَ كانَ لَديْكَ سَيفاً

وَغَيْرَ القَبْرِ لَيْسَ لَهُ قِرَابُ

إذا موْتُ الرِّجالِ قرور خمرٍ

شَرابٌ، طَابَ عنْدَهُم الشَّرابُ

ألا فانهَضْ فإنّكَ مِنْ رجالٍ

رحيلك عن محبيك  لهم عِقابُ

2010-10-30
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد