حين يسكن الضجيج ويخيم الصمت على عالم يعم بالفوضى..حين يفرد الليل عباءته السوداء المزركشة بنجوم لها بريق الجواهر..حين يسلك النوم سبيله إلى عيني ..يأتيني طيفك المجنون ليسرق مني غفلتي ويرمي النوم أمنية في سماء أحلامي ..
في كل ليلة..اعتدت على قدومه ..واعتاد على مساهرتي..بت أنتظره كل ليلة ويكاد هو لا يتأخر عن موعده أبداً ..
أرغب في سؤاله كيف وما الذي جاء به إلي ؟؟هذا ما أقوله في نفسي قبيل قدومه لكن سرعان ما يسرق كلماتي بسحر نظراته..
أتأملها طويلاً دون أن يتسلل الملل إلى روحي ..أحصي فيها ألف معنى ومعنى ..أستمد منها دفئاً و حباً ..أطالعها بشغف الباحث عن المجهول..كم أهوى أن أضيع في مجهولها..!وكم أعشق أن أتوه في غموضها ..وكم أنا مغرمة بمنازلة شراستها و حدتها ....!
هذه الليلة دعاني طيفك إلى الرقص ...حيث ترقص فراشات النور رقصنا ..حول النجوم و خلف القمر حتى تعب الرقص منا ..
غمرني بشدة أثلجت صدري الملتهب بنيران شوقي إليك ..همس في أذني بكلمات لم أفهمها لكنها تشبه الموسيقى ..عذبة ..نقية..ربما لغة الأطياف لا تشبه لغتنا..
تنشقت رائحتك..رائحة عطرك؟؟ محبوبة أنفاسي ..وبكيت على صدر الحلم وضحكت في غمرة الأمل حتى غفوت ...
شعرت بدفء شفتيك يسري في جسدي حينما رسم طيفك قبلة الوداع على وجنتي ..شعرت بحرارتها تمتص تعبي وتبعد عن نومي كوابيس الفراق وترسم ألواناً و أزهاراً وعيد...
طيفك مؤنسي في ليل الغربة الغريب ..و رسول الشوق إلى روحي ..لكنني أرجوك لا تجعلني أعتاد عليه طويلاً ..فلا طيف ولا عطر و لا صدى يغنيني عنك ..أنتظر قدومك ..فأرجوك لا تطل الغياب ...
أحبك ..بقلم : آلاء كحاله