لكل مجتمع جناحين لا ينهض إلا بهما(قائد حكيم وشعب واعي) ولكل منهما حقوق وواجبات والمحصلة النهائية هي الحالة الحضارية والتقدمية التي يحيا تحت ظلاها الوطن.
إن الحراك الإجتماعي الذي تعيشه سوريا منذ أكثر من ثلاثة شهور استوجب إعادة النظر في بعض السياسات, وهذا من طبيعة العمل والعقل السياسي أن يراجع السياسي مواقفه باستمرار لتتوافق مع الواقع والمتغيرات والأولويات,لاسيما بعد إدراك واعتراف الرئيس بشار الأسد بالأخطاء والسلبيات المتراكمة ما وجب إعطاء دفعة أكثر ديناميكية لعجلة الإصلاح التي بدأت منذ استلام الرئيس حافظ الأسد رحمه الله سدة الحكم عام 1970.
إن هذه المرحلة الجديدة تختلف عن سابقاتها وخاصة أنها تحدث في عالم متلاطم الأمواج,كثيرة فيه المتغيرات وأصبح كل شيء معكوس ومقلوب,حيث الحق أصبح باطل والباطل حق والمجرم برئ والبريء مجرم والوطني خائن والخائن وطني والالتزام بالثوابت استثناء وعدم الالتزام قاعدة.
إذن لقد مهد الرئيس بشار الأسد باستجابته للمتغيرات والمطالب الشرعية وإصدار التشريعات الطريق نحو سوريا جديدة تبنى دعائمها الجديدة على ما أنجز من مراحل سابقة متجاوزين الخلل والعيوب التي كانت سائدة ونتذكر أن الماضي مثل والحاضر عمل والمستقبل أمل ,كلي أمل أن نتحلى بالمناقب الرفيعة والقيم المنيعة مشكلين جبهة داخلية قوية متماسكة متراصة لا يمكن للمتآمرين مهما كثرت أدواتهم ووسائلهم الخبيثة أن يتوغلوا إلى داخل الجسم السوري المنيع والمحصن ويكون الحرص على سوريا هو الهدف المنشود لأن ما ينتظرنا من معاناة ومسؤوليات جسام يتطلب منا قبل كل شيء التعاضد والتكاتف والوعي لما يحاك لنا ولأمتنا العربية والترفع عن الأخطاء ونبذ الطائفية وكل من ينادي بها وأن ننأى بأنفسنا عن شيوخ الفتنة والتحريض وبذل كل ما في وسعنا في سبيل وطننا.