وقفـتُ أمامها حائـراً مذهـــولْ
حينَ جردتْ لي حُسامــها المصقولْ
اقتصـتْ مِنَ العُمـرِ أيـامَ صبـاهُ
وأرتني مِنَ النساءِ ما كنتُ لهُ جهـولْ
إنهــا الدنيـا وأيامي التي عشتُـها
في سفرٍ وتغريبٍ لمْ أكنْ بهِ كســولْ
أخذتْ مني غيداءَ, مازلتُ أذكـُـرها
وأتّبَعَتها بسـحر وهيفـاء وبتــولْ
ثم آلفتْ لــي أريجـاً عطّرتْ عُمـري
وحـدها منْ نالتْ في قلبـيَّ القبــولْ
وحــدها منْ تُسامرُ ليلي إذا أضنــاهُ
سـهرٌ وتعـبٌ وبكــاءٌ ونُحــــولْ
وحـدها منْ تُقاسمُنــي دقَـاتَ قلبــي
وأراها قمراً في سمائي دونَ أفُـــولْ
وحـدها منْ ألجئُ لـرحيبِ أحضــانها
إنْ آرقتني الدنيا أو آرقتني الفصــولْ
وحـدها منْ ألجئُ لجنبـاتِ صـدرها
لتـُـعطيني حنـَـاناً دافئً لا يـَـزول
إليهــا آوي إنْ هزمنــي الحـبُ
لأجدها سيفاً مِنْ سيوفِ الحُبِ مَسـلولْ
هـي الحـبُ والحــبُ منهـا أنهلـــهُ
كقطّرِ الندى .... يُنعشُ الزهرَ الذَبــولْ
أريجتــي لقدْ سـكنتِ مكــامنَ قلبــي
وعشقكِ عنْ صَميمِ هذا الفؤادِ لا يَحولْ
فلا حرمنـي الله منْ سِحـرِ هَــواكِ
ولا مِنْ عطـرٍ هو فيـكِ كعطّرِ الفلـولْ
وأنــزلكِ الله منـزلاً مُبــاركـــاً
وأنــزلكِ بأرضٍ قــومي بها نـُــزولْ
لقـدْ قالتْ: العـربُ في بحـورِ شِعـرها
مفاعلـــنٌ فعلـــنٌ وكـــلامٌ مَعسـولْ
أمـَّـا هيامُـــكِ فــي بحــورِ قلبــي
فهــو.... فعـــولٌ فعـــولٌ فعـــولْ
*********
*********