محال أن نقف مكتوفي الأيدي ونحن نرى ونشاهد تكالب الأسرة الدولية اليومي على سوريا وهي تقوم بدور المحرض للنيل من أمن و استقرار هذا البلد المقاوم وتساوي بين القاتل والضحية وتمنح شهادات حسن السلوك دون أن يكون معيار هذا التقييم مرتبطا بالأسس التي قامت عليها مؤسسات المجتمع الدولي, بل تكون حساباتهم وفقا لميزان مصالحهم, وتنقل المسألة السورية من مجلس إلى آخر ناشدين ضآلتهم المنشودة في تطويع سوريا وإسقاطها في أتون حرب أهلية وتحويل دورها المحوري إلى دور متلقي وجاهز لتلبية ما تؤمر به.
لم تألوا الحكومة السورية جهدا في استثمار موجة الاحتجاجات وتحويلها إلى فرصة لإعطاء زخما أقوى لعجلة الإصلاح والانتقال إلى مرحلة جديدة عنوانها الوطن للجميع, إلا أن عوضا عن استقبال سلة الإصلاحات بقلب مفتوح راح بعض الخونة وبإيعاز ممن يمثلهم في الخارج بتمرد على سلطة الدولة وهيبتها فاقترفوا المجازر بحق أبناء وطنهم وبث الإعلام السوري صورا وأفلاما تثبت جرائم هؤلاء القتلة وبدلا من استهجان هذه الأفعال والتنديد بها عمد الغرب وبعض المتدثريين بزي العروبة والإسلام إلى طمس الحقائق وتغيرها واتهامنا بالتطرف, متناسيين أننا نحن من يحارب التطرف وهم من يروج لثقافة التطرف ونحن من ينشر ثقافة الإعتدال, وبارتكاب جرائم بحق الإنسانية وكأننا نحن من احتل وقتل وشرد الأبرياء في فلسطين والعراق والبلدان الأخرى
نعتوننا بالقتلة لأننا نذود عن وطننا لحيا الآخر,في الوقت الذي يجيشون كل إمكانياتهم وأدواتهم لقتلنا ليحيوا هم. من يأبى ثقافة الخنوع والإذعان والإستسلام هو بنظرهم فاقد للشرعية ومن يدور في فلكهم خانعا, مذعنا, مستسلما هو الديمقراطي الحر.
لم ولن ننتظر موقفا غربيا داعما لأننا في سوريا الحبيبة نجيد قراءة التاريخ جيدا ونعلم أن تبعية العرب واستبدادهم يحتلون المرتبة الأولى في سلم أولويات الغرب ومن يقف في صفه. نقول لهم أن قراراتكم واجتماعاتكم لن توهننا ولن تثبط عزيمتنا وإرادتنا وسنبقى في حب وطننا ورئيسنا متطرفين ومقاومين ورافضين للخنوع والإذعان والإستسلام وسنموت ليحيا أبناء وطننا حياة العز والكرامة والإباء.