صباحُ الخيرِ يا وطني...
صباحُ الفلِّ والياسمينِ والعنبرْ..
صباحُك كالنسورِ تحلّقُ في أعالي الجبال
ولَئِنْ ألمَّتْ بكَ عاصفةٌ
فستكونُ ضيفي وسأرويكَ وسأداويكَ
فلاتدعِ الهمَّ يُذْهِبُ عنكَ الأمل
وإنْ جرحَتِ النسورُ ستندملُ الجروح
ولنْ تكفَّ النسورُ عن التحليق
حتى لو كانت هناك ريح
****
صباحُك يا وطني كربيعٍ قديمٍ لمْ تخذلْهُ يدُ البشر
وكرياحينٍ جمعتها الجدةُ عندَ السّحر
وكعنوانِ قصيدةِ حبٍّ نزارية ...
صباحُك انعكاساتُ شمسِ الغروبِ على بحر
صباحُك جميلٌ... كجمالِ الوردة
تفتّحت عندَ السحر
صباحك كصباح مغترب أطلَّ بعد طولِ السهر
صباحك ياسمين فوّاح فوّاح
****
قصّتُكَ الحزينةُ يا وطنَ الخير
تجعلني أتوهُ وأنسى كلّ البشر...
قل لهم يا وطنَ الخيرِ كيف ألمَّ بك الغدر
وأصبحت عيناك دامعتين يائستين
فيالا سخريّة القدر؟!
صديقي أنتَ... عنوان قصيدتي أنتَ
وإنْ كانَ الغدرُ قدْ غدَرْ
ستعودُ صباحاتُك كما كانتْ
أُغنيتي وعشقِي وقصائدَ حبّي
ستعودُ يا وطني ونرتشفُ معاً قهوةَ الخير
ستعود يا وطني محصّناً أكثرْ
ستعودُ يا وطني, وستعودُ صباحاتُك بطعمِ السّكر
مزيّنة بالحبقِ بالنّعناع ِ بصيحاتِ الأطفال
بضحكاتهم الملاح...
****
فسيأتي ربيعٌ جديدٌ يطعنُ الغدرَ ولا يبقى له أثر
وتغدو صباحاتُك كصباحِ تلميذٍ بداية العمر
وكصباحِ صبيّةٍ لم يخبرها أحد كم هي قمرْ؟
و كصباحٍ معطّر بصوتِ فيروز يرشّنا بصحوة العمر
يرشنا بأرز المحبة...
صباحُك كنور في كهف لمّا يُكتشف
صباحك كطفل برئٍ يطلبُ السماح
****
صباحُك كانعتاقي من الصمت
صباحُك كثورتي على الصمت
صباحك كبلادي قبل المرض
كشمسٍ راحتْ تختبئ خلفَ الجبال
صباحُك زهراتٌ وينابيعٌ وقُبَلْ
صباحُك صباحُ خيرٍ صباحُ عروسٍ
صباحُ حبٍّ.. صباحُ أمل
فصباح الخير يا وطني...
لأنَّ:
صباحك أجملُ صباح....