سأعلنُ الإيّابَ .!..
إلى تربةٍ ملأى بالخيرِ, بالحبِّ, بالأعيادِ
إلى حضنِ وطني...
كما كان قبل الآلامِ والدماءِ..
إلى أرضي, إلى بيتي, إلى الأمانِ..
إلى وطنٍ ملآنِ
بضحكاتِ الأطفالِ...بأغنياتِ مدرّسَتي
بقصصِ الجدّاتِ
تحكي حكايات الأزمان..
أخبرتني أختي في وطني: بأن العصافير تزقزق بجانب شرفتي
تسأل عني كي أنثر الحَبَّ, فتأكل بهنيّة وتغرّد بحريّة..؟!
***
تخبرُنِي أشعاري وكتبي وأقلامي
بأني سأعود..
سأعود إليَّ وإلى دياري..
والمفكرةُ الحمقى الملقاةُ, في غياهبِ الظلمةِ
أكلها الغبارُ ولم أستطعْ فتحَها
مثقلةٌ بذكرياتِ الغربةْ
بذكرياتٍ عفنةْ.. علاها صدأ اغترابِي
ستخبرك بكلِّ الأسرارِ
سأعود إليَّ...
كيفَ لا؟!... وقد كنتُ الأجملْ..
وقد كان الحُبُّ أجملَ صفاتِي..
كيف لا؟! وقد كان التسامحُ عنوانَ اللقاءِ
كيف لا؟! وكانت عيناك أجملَ آمالي..
سأعودُ .... هادئةً نقيّةْ...
كعصفورة في بريّة
***
غداً عندما أرجعُ إلى وطنِي
ستخبرُكَ الورودُ بجانبِ مدخلِ البناء...
كم ارتشفتُ منها العبيرَ لأغدو قصة جميلةْ
كم سقيتُها لتدومَ ورديّةْ
كم زينتُ لباسي بالأملِ, بالطيبة, بالحبِّ بالعطاءِ
كم غدرنِي أخٌ؟, وكم صفحتُ عنهُ
كم غنيت أغنية الوفاءِ والوطنيةْ؟!...
***
أوَ تذكرُ يا صاحبَ الغدر!؟
كيف استفاقتِ الأمُّ عند الفجرِ؟!...
كيف تطهّرتْ؟, كيف صلّتْ؟
كيف أعدّتِ الطعامْ؟,
كيف علمتكَ الحنانْ؟
يا خائنَ الأيامِ باللهِ عليكَ! رُدَّ لها..
قسطاً من الجميل
تُبْ يا أخا الغدرِ تُبْ...
فالله يسامح
والأم تسامح
والوطن يسامح
بالله عليك يا صاحبَ الغدرِ
لا تقتلْ وطناً
لا تزرعْ فتناَ
لا تسرقْ أماناً وأمْناً
لا تسرقْ كنَز الألفةِ, كنزَ العزةِ والكبرياءِ...
بالله عليك يا صاحبَ الغدرِ: دعني أعودُ إليَّ وإلى وطني
لأقبّل تربتهُ وحماة الأمان ...