كل المصطلحات التي تعبر عن هويتنا وعن إنتمائنا وما يجعلنا أمة سيادية تملك إرادة وخيارات ومبادئ وحتى مصطلحات تخصها تمثلاً بالدول السيادية القليلة في العالم
أصبح شكل من أشكال التخلف بالنسبة لبعض المثقفين العصريين فإن استخدمها أحدهم قالوا (ما هذه اللغة الخشبية) عليك تغيير مصطلحاتك لتصبح عصرياً ، فمثلاً : أن تقول _ الوطن العربي _ القومية العربية _ الاقتصاد الوطني _ الوحدة _ فلسطين _ استعمار _ خائن _ مؤامرة _ وغيرها من المصطلحات التي ما إن ذُكرت إحداها حتى يُقال لك : ما هذه اللغة الخشبية ويحاولوا إشعارنا أننا ننتمي لعصر أكل عليه الدهر وشرب .
أما المصطلحات التي تدلنا على الحداثة والتطور فعليك أن تقول مثلاً : الشرق الأوسط _ اسرائيل _ محاكم دولية _ الأمم المتحدة _ الدولار _ اليورو _ مساعدات امريكية _ التحالف مع امريكا .. وجهة نظر _ وآخرها مصطلح إسقاط النظام المستورد من الغرب وهو شعار مدروس من قبلهم من بين عدة مصطلحات وغيرها الكثير من المصطلحات التي تُدفع ملايين الدولارات سنوياً من قبل الدول الغربية لضخها في عقول العرب وإعادة برمجة العقل العربي من خلال استراتيجيات بعيدة المدى عبر قنوات إتصالية وإعلامية وإجتماعية دائمة الوصول إلى المتلقي العربي ضمن آليات وبرامج مدروسة تجعل من المتلقي فاقداً للذاكرة مشوش الأفكار مترقب للحدث دون أن يكون صانعاً له .
وبالفعل نجحوا في كثير من الدول الغير متماسكة في قوميتها وسيادتها وقرارها المستقل فمثلاً : أصبحت الخيانة في لبنان وجهة نظر والخيانة في قطر وجهة نظر والتعامل من تحت الطاولة مع امريكا وجهة نظر وهم يريدون لباكورة أعمالهم الآن أن تصبح الخيانة في سورية أيضاً وجهة نظر ونلاحظ هنا بعض المحللين السياسيين السوريين تجنبهم لتبني تلك المصطلحات وترى بعضهم يقول : أنا ضد كلمة مؤامرة .. لكن هناك مؤامرة وآخر يقول : أنا لن أخّون أحداً لكن هناك خونة وترى معارض يتلقى أوامره علناً من الغرب ويدعم قاتلي قوى الجيش ويتبجح عندما ينعته أحدهم بالخائن ويحدثك ساعات عن الوطنية، الضغط الإعلامي الكبير والتشويش والفوضى الإعلامية تودي إلى فقدان للذاكرة القريبة فحتى لو كان هناك في ذاكرتك أن سورية جرى فيها نقلة نوعية من التطورات على جميع الأصعدة في العشر سنوات الماضية ترى نفسك الآن أمام فقدان لتلك الذاكرة حتى قنواتنا الإعلامية تبقى بعيدة عن التذكير ، هي حرب لغسل الأدمغة فأغسل دماغك عن كل التغيرات التي عايشتها في العشر سنوات السابقة وطالِب بمثلها من خلال الشعارات ، تلك حرب لن تسقط إلا على يد أمة قرارها بيدها جيشها قوي شعبها متماسك بإستقلال موارده وأفكاره .. بقيادة بارعة في الحكمة داهية في السياسة متحكمة بزمام الأمور ..وهذه المواصفات لا تنطبق إلا على سورية .
على أرض سورية ستسقط الحرب الكونية ، فلطالما أحضروا لنا الطاولات .. ولطالما أسقطنا الطاولات على رؤوسهم
عاشت سورية حرة قوية