أنا مواطن سوري أدعو لتطبيق الديمقراطية الأمريكية فوراً ، كما تُنفّذ على أرض الواقع الأمريكي لا كما تحاول تصديرها إلى شعوبنا
لأن الولايات المتحدة إذا تبين لقيادتها أن هناك مواطن أمريكي يُشك مجرد الشك بأنه يتعامل مع دولة أخرى فإنها لا تكتفي بإعتقاله فقط بل ربما تعتقل كل من شابهه بالشكل أو بالعرق أو بغير ذلك
في الولايات المتحدة إذا خرجت مظاهرة مرخص لها فإنها مسؤولة عن مراقبة أي خلل في الترخيص وإذا خلّ أحد المتظاهرين بالترخيص المقرر يتم إستبعاده ويمكن أن تصل إلى إعتقاله وإذا تعثّر الأمر تُفرق التظاهرة وتعتبرها قد أُولغيت بحكم النظام فتلجأ للحالة السابقة
في الولايات المتحدة إذا تبين أن مواطن أمريكي ما يحمل السلاح في الشارع ويروّع المواطنين فإن النظام الأمريكي يستخدم أقوى أنواع ردة الفعل وهي المواجهة بالقتل المباشر
في الولايات المتحدة إذا حدث تمرد مسلح في إحدى الولايات فإنها تتعامل مع المتمردين على أنهم منشّقين عن الدولة وتباشر السيطرة على مواقعهم حتى لو أدى ذلك إلى إبادتهم حفاظاً على الأمن والنظام العام في الدولة
في الولايات المتحدة حزبين قائدين للدولة والمجتمع وبعض الأحزاب الشكلية ، هذان الحزبان الذين يظهرون للعامة على أنهم متعارضان يملكون أكبر شبكات إعلامية في العالم يتحكمون بمعلوماتها بشكل إستبدادي فظيع ويتم إحصاء نتائج إنتخاباتهم من خلال شركة خاصة تابعة لكبار المسيطرين بشكل أو بآخر بذلك إن أي حزب صغير يحاول أن ينتفض عليهما في الشارع أو غير الشارع فسوف ترى القمع الحقيقي الذي لم تراه من قبل ، وغير ذلك الكثير مما يمكن أن نضربه مثلاً في النظام الأمريكي .
هذه هي الديمقراطية الحقيقية في كل دول العالم دون استثناء وأي تطبيق آخر هو يُعتبر عند الأمريكيين قبل غيرهم هو الفوضى المدنية واستباحة المجرمين للشارع وبداية للتقسيم والخراب
هذه من بديهيات الديمقراطية الأمريكية المطبقة على أرضهم ، طبعاً هي تختلف تماماً عن الديمقراطية التي تحاول تصديرها ، فإذا أردت المقارنة من هذا المبدأ بين ديمقراطية أوباما وديمقراطية الملك السعودي وديمقراطية أردوغان فستجد أن أغلب بلدان العالم تعمل ضمن نظام ديمقراطي بأوجه مختلفة لكن العملة واحدة كلٌ على طريقته أي أن الديمقراطية في الفكر الأمريكي هي النظام ويمكنكم أن تستنتجوا مما سبق معنى إسقاط النظام الحقيقي في الولايات المتحدة من هنا نلاحظ كيف أُسقط النظام في مصر وعمّت الفوضى وكذلك في تونس ويطبقّون الفوضى على ليبيا بقوة السلاح حتى أتوا إلى سوريا فوجدوا أن هناك نظام من الفولاذ لا يمكن إختراقه ، هذه من نتائج سرقة العقول العربية من قبل الإعلام المسروق من الولايات المتحدة
فإذا كانوا معجبين بالديمقراطية الأمريكية فلنطبقها منذ الآن .