يولدُ الأبطالُ من رَحمك....
ومن عينيك ِالدّامعتين...الذّابلتين..
تولدُ القضايا.... وتنتصرْ
ومن لياليكِ المعطرةْ
بالتعبِ .. بالحنانِ... بالخوفِ
تُصنَعُ الأمجاد ...
وتنتصرُ الأوطان...
***
افرحي وزغردي هلّلي
انثرِي الورودَ والأرزَّ
ابنكِ ماتَ شهيدْ
لا لا تحزني..!. فابنك شهيدْ
تخبرينا: بآخر اتصالٍ لهُ بكِ..
تفطرينا قلوبَنا وتجعليها
تتّحدُ مع قلبكِ
مع ذكرياتِك معهُ
مع الأيامِ والليالي التي زرعت فيها
كل الحبِّ في صدره
زرعتِ فيهِ الأخلاقَ وحبَّ الأوطان
طوبى لك من أمّ... طوبى لقلبٍ
فائض بالحبِّ بالحنان
***
أنت أمُّ الشهيد, ارفعي رأسك
افتخري...
ابنك هو من كان دِرْعاً لزميله
افتخري....
لقد مات وهو يحمي زميله
افتخري يا أمَّ الشهيد
لقد صلّى الفجرَ
ثم استشهد, هل هناك
من فرحةٍ أكبر من هذه الفرحة
بيده وبيد زميله وآخرين
تُحمى الأوطان ويحمى الأمان..
***
ستقولين لي: افتقده
افتقد لمساتَه, قبلاتَه
فوضاه في البيت ... فوضى الشباب...
أعرفُ يا أمَّ الشهيدِ... أنا أعرف
قولي: هذه إرادة الله
فالله أحبَّه فجعله شهيد
سلّمي أمرك لربّ الكون
ربّ الأوطان
***
هينئاً لبيتكم.. هنيئاً لاسمكم
هنيئا لأجيالكم....
فأنتم من أسرةِ الشهيد
هنيئا لمن أحبّها...ولم يستطعْ
منحها اسمه, هنيئاً لها ...
لقد ماتَ حبيبها شهيدْ
قولي لها كم تمنيت
أن تريها عروساً؟!...
ولكنَّ الله شاء...
أن يموتَ العريسُ شهيداً
افرحِي يا أمَّ الشهيد
كما لو كان يوم عرسِه
بوركتِ وبوركَ رحماً
حمل جنيناً
كتب اللهُ له أن يكون شهيد ..
ينظّف الأرضَ... يطهّرها
من رجسِ الغادرين..