كنت أبحث في أبجدية الحوارات الوطنية والسياسية في أي لغة أنا، وكنت أبحث في الأحرف التي يجب أن أركبها لكي أبني من خلالها موقفي السياسي مما يجري الآن في سوريا، ولكنني من بين كل الحروف التي يتقاذفها الطرفين اخترت الحرف الذي يجمع الطرفين وهو حرف...الواو الذي يقع بين النظام و المعارضة والذي تبلغ مساحته 185 ألف كم وعدد نقاطه 23مليون سوري.
لماذا حرف الواو
ليس لأنه حل دبلوماسي أو هروب من الوقوف مع أحد ولكنه بكل بساطة لانه سوريا،
واو التي تجمع كل الألوان بين هذا الطرف وذاك فمن قال أن هناك لونين فقط فهو أكبر قاتل للحياة السورية المنوعة...
الواو التي تصبح أحيانا همزة وصل بين الطرفين في زمنٍ أصبح العدل والاعتدال فيه مصدر قلق يزعج الكثيرين..
الواو التي تقف بموضوعية ولا تقف على الحياد،
تقول الحق الذي بوصلته هي الوطن،
تفتح أبوابها على كل الآراء...
بين النظام والمعارضة،
هي الصرخة التي تقف في وجه الرصاص والخيانة والاتهامات،
هي الصخرة التي تقف حاجزا يمنع القتل بين الطرفين،
هي اليد التي تساعد كل مواطن على الخروج من أزمته
وهي جسر العبور نحو سوريا الغد..
ربما أحمّل هذا الحرف الصغير أكثر من استطاعته لذلك هو بحاجة لكي يمد يده إلى كل حروف الابجدية وإلا ستصبح هذه الواو طرف ثالث ونكون قد خلقنا مشكلة جديدة...
أنا المواطن السوري الذي ينتمي إلى المشرق العربي الذي هو بحد ذاته همزة وصل بين الشرق والغرب وهنا تكمن القضية، فنحن كلما قتلنا نفسنا في الفكر الواحد والرأي الواحد فنحن نقتل دورنا ورسالتنا في هذا العالم، إن الحياة لا تحتمل أن يكون هناك طرفين فقط، إن الحياة تسمى حياة لانها تحمل معنى التنوع المتفاعل وغير ذلك هو عيش والعيش هو موت سريري