لقد قدّر لسورية الأبية منذ قدم الزمن أن تكون مطمعا" للغزو و العدوان وقوى الشر من شرق و غرب وكل صوب طمعا" في السيطرة عليها وتمزيق وحدتها و إضعاف قوتها . لكنها كانت و مازالت و ستبقى على مرّ الزمن عصية عليهم , و صخرة صلبة في وجه مؤامراتهم , ينكفىء عند أسوارها أعداءها مدحورين خاسئين . فكانت بذلك سيفا" مشرعا" للذود عن الأمة العربية .
فهي التي كانت السباقة للدفاع عن قضية فلسطين و أرضها و مقدساتها و تقديم العون و الدعم لشعبها الأبي المناضل في صراعه مع العدو الصهيوني .
وحيت تآمرت قوى الاستعمار ممثلة بالولايات المتحدة الأمريكية و حلفائها على العراق الشقيق هبت سورية قيادة و شعبا" لنصرة إخوتهم فكانت الملاذ و الأمن لهم و مثلا" يحتذى به في النخوة و المروءة و العروبة .
أما حين قام الكيان الصهيوني الوحشي بعدوانه الغاشم على لبنان الشقيق وراح يهدم المدن و يدمر القرى ويقتل الحياة في كل مكان هبت أيضا" سورية شيبة و شباب كعادتها تحتضن الأشقاء و الأخوة و تفتح لهم قلبها قبل بيوتها و تقول لهم أنتم في و طنكم و في قلوب أحبتكم و امتدت الأيادي البيضاء الكريمة لهم تخفف من وقع المصيبة عليهم و تضمد جراحهم كالأم الحنون .
إن هذه المواقف المشرفة لسورية و التي هي أكثر من أن تحصى جعلت من سورية معادلة صعبة في وجه كل من يتآمر عليها فهي موئل الكرامة وموطن العروبة و أرض الرجولة ولابد لظلمة الليل أن تنجلي ولقوى الشر و الغدر أن تنخزي .
وكما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم ( رأيت حين أسري بي عمودا" أبيض كأنه لؤلؤ تحمله الملائكة فقلت ما تحملون ؟ قالوا عمود الإسلام , أمرنا أن نضعه بالشام ) و قال عيه الصلاة و السلام ( إن الله تكفل لي بالشام وأهله )
حمى الله سورية و قائدها وشعبها من كل شر و أدام مجدها و عزتها