لكل بداية نهاية ولكن إلى متى ستستمر هذه العاصفة التي تعصف بنا، هل سنستسلم لها وندعها تقذفنا حيث تشاء..؟ أم أننا سنثبت في مكاننا ونصبح جداراً متيناً لا تهزه العواصف، حتى إذا ما هدأت هذه العاصفة عدنا لننطلق من جديد ولكن بثبات وقوة إلى غدٍ أفضل ومستقبل واعد ينهض بسورية إلى مصافي الدول المتحضرة.
لأن الحضارة التي انحدرنا منها وشكّلت تاريخنا سنعمل على الحفاظ عليها والاستمرار بها نحو الأفضل لكي تبقى بصماتها واضحة في كيان الشعوب، وأن تشكل حافزاً لدينا للتقدم بروح العصر كي لا نهمش ونصبح مجرد أسماء وأرقام.
كثيراً ما تترافق بعض العواصف بنيران مستعمرة تعمل هذه العواصف على زيادة قوتها وتطاول ألسنتها لتلتهم الأخضر واليابس، ناهيك عن الأمواج العاتية التي يمكن أن تضرب الشواطئ الآمنة المستقرة الوادعة فتفقدها جمالها وروعة أمانها وسكينتها.
ولكن نحن أبناء هذه الطبيعة نعرف كيف نتصدى لهذه الظواهر وإن لم نعرف سنتعلم ركوب الأمواج وإخماد النيران والتماسك بقوة في وجه أي عاصفة قد تعصف بنا.
أما بعد يا سيدي يا من تتظاهر عذراً أقول لك سيدي لأنك رفعت شعار الحرية وسلبت حريتي... ناديت بالعدالة وقسوت عليّ... قلت لي سلمية وروّعت وطني... أردت التغيير ولم تحترم رغبتي... لا لطائفية، وإذ بك تلغي طائفتي... لا للتدخل الأجنبي والخارجي وإذْ بهم يقررون مصيري...
تعال معي يا أخي يا ابن وطني يا شريكي في الألم والأمل ووحدة المصير نعود إلى التاريخ ونتعلم منه، فشواهده كثيرة فمنذ الجاهلية وحياتنا القبلية كانت الصراعات تتحكم بمصيرنا وتفتك بنا ولكن في نهاية كل صراع وبعد خسارة مزيداً من الدماء والأرواح وحتى الممتلكات كانت الحلول تكمن في حوارات واتفاقات تركن إلى العقل والحكمة تنهي هذه الصراعات وإلى يومنا هذا فكثير من الحروب الدولية التي تشن ويذهب ضحيتها آلاف الأرواح وخسائر اقتصادية هائلة قد تكلف بعض الدول مئة عام من العمل والجد حتى تعود لتقف على قدميها من جديد ولكن في كل حرب من تلك الحروب يوجد بعض الثغرات التي يدخل منها الحكماء وأصحاب العقول النيرة الذين يحاورون ويعقدون المؤتمرات التي تفضي في نهاية الأمر إلى وقفٍ لإطلاق النار وصدور مقررات تنظم علاقة هذه الدول فيما بينها.
واليوم في وطننا الغالي اختلاف في الرؤى والرأي جسّده بعض أبناء وطني في النزول إلى الشارع وكلنا يعلم ما الذي حصل في الشارع، فلماذا لا ننقل معركتنا هذه إلى قاعات الحوار ونتحاور فيما بيننا لأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية بل ينتج علاقة صحية تذهب في كثير من الأحيان إلى نتائج إيجابية تجسد حلولاً لقضايا مطلبية أكثر مما كنا نتوقع أو نطالب لأن شعباً يمتلك آلاف السنين من التاريخ والحضارة الموغلة في القدم يمتلك كثيراً من العقلاء والحكماء القادرين على إيجاد الحلول لأعقد المشاكل والقضايا ناهيك عن وجود قيادة حكيمة لم تغلق يوماً باب الحوار وهي قادرة على درء المخاطر والحفاظ على تنوعنا وتجانسنا ووحدة مصيرنا على تراب وطننا الغالي لأن هذا الوطن أثمن من أن تعبث به أيادي الحاقدين والمتآمرين عليه.
وأخيراً هي دعوة صادقة من قلب كل سوري محب ومخلص لهذا الوطن إلى الحوار وتغليب لغة العقل وألا يلغي بعضنا الآخر فنحن جسد واحد وإن اختلفت أعضاؤه ولنحقن دمائنا ونحافظ على ممتلكاتنا لأن الدم السوري غالي وغالي جداً وممتلكاتنا ومكتسباتنا أثمن من أن تُمس فسورية للجميع ومسؤولية الجميع والكل معني بالعمل لأجلها..
ولنجعل شعارنا:
لا للفوضى.. لا للتخريب..
بالعمل والحب نبني سورية..
حفظ الله سورية.. وشعب وقائد سورية..