يا دمشق .....يا جَدََّة مدن الدنيا
تُجددُ صِباها كلما أزهر الياسمين
وفاح عبقَه ليسكر كل هواة السهر والحياة
على أبوابك هَلك من أراد بك شراً
يا دمشق ..... حسداً وغيظاً ماتت ممالك
واندثرت مدنٌ وهي تجري وراء سر تألقك
يا دمشق..... بك مروا عشاقك
وتركوا قلوبهم خلفهم بحضن قلبك الكبير
عُزالك تمنوا أن ينالوا العفو والصفح منك
جعلتِ قاسيون وقفاً يظلل قيظ يوم لروادك
سخية بمائك العذب سبيلاً لكل عابر ومقيم
تستقبلين كل من يود زيارتك
لا تعداد لمن يدخل ولا تأسفين على من يغادر
تتقبلين المديح بتواضع وتسمعين الذَّم بثقة نفس
تاريخ مولدك سرٌ لا تبوحين به
اسمك حيَّر اللغويين والمؤرخين
لا نسبٌ لك بل يُنسبون إليك
أكاد اجزم انك قطعة من كوكب آخر
أو مزروعة لنا لمجرة تراقبنا
بُوصلة أنت......لعالمنا يتبصر الطريق
إلى أن يصل.....إلى أين؟!!!!
إلى أن يسترد الخالق أمانته.
يا فيحاء الدنيا
يأتيك الرسام بريشته ولوحاته العذراء
يضنيه التعب يحاول أن يضعك على قماشة لوحته
يتصبب عرقاً تخذله الحيلة ولا تنجده الموهبة
يحاول مستسلماً أن يجمع ما يستطيع منك
يختزنه بقلبه ويمضي مسروراً كمن حصل على صيد العمر
عصية أنت يا دمشق أن تختصري بمكان
أنت الكون ساحتك
سقف عزُّك نجوم الكون ترصعه
لو كان التاريخ من الأنَام
لهام وارتوى بك عشقاً
لا منَّة في أن نعشقك
المنَّة أن تسمحين لنا الهيام بك
يا دمشق أنت الأم والشام مسكنك
ومأوى الروح وخميرة العنفوان
سموك بجلَّق وكثرت الأسماء
وأنا سميتك.....العين والقلب
والفؤاد والعِرض والشرف
يا دمشق !!!!