news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
خواطر
شتاء ... بقلم : عبد اللطيف محمد

يا شتاء عهدتك نعمة للناس البسطاء ...

في توزيع الخير على الناس بسخاء  ....

ألا انك قد تغيرت هذه الأيام ...


في الماضي كنت تأتي بغيوم الخير ... توزع الأمطار لنقطف الثمار ...

كنت تأتي وعلى جبينك أكليل الغار ....

أما في هذا الأيام  تأتي وكلك نقمة ... وفي غيومك الانتقام ....

لم تعد تهطل مطراً بل أصبحت تحكم بالإعدام .....

 

انك تستمر بنشر غيومك السود على مد الأنظار ...

غيوم خالية من حبة ماء بل حقد وأحزان ....

أرجوك أيها الشتاء ... أن كانت غيومك للمطر فلا بأس بها ....

أنما إذا كانت لخنق شعاع الأمل فلا تستمر بها .

 

أنا اعرف انك تحمل بقلبك حقداً شديداً للقمر ...

كم من ليالي حجبت نوره عن البشر .......

إلا انك ومهما حاولت فلن تستطيع ذلك ...

لأنك زائل لا محال فلابد أن يأتي الربيع يوماً فيدحرك في عالم النسيان ....

 

عند تفتح الأزهار و زقزقة عصافير نيسان  ....

أنت قادر على  توزيع غيومك بعيداً .... عن وجه القمر .....

أننا نحتاج نوره كحاجتنا لمائك والمطر   ...

من الصعب ثنيك عن ذلك ...

 

فرأيك جامد كالصخر ...

لذلك أنا لا ألومك أنت ... أنا ألوم القمر   ...

لو لم يكن بعيداً وخلف غيمات السحر ...

لكان واضحاً للناس حتى أثناء المطر ....

 

أنت وراء ذلك ... يا قمر

بسببك تمكنت غيوم سود يعبث في سيرها القدر ...

أن تحجب نورك عن البشر ....

صحيح انك قمر ... والى جمالك يذهب النظر ...

 

وفي سموك .... يحلى السمر ...

ألا أنني تمنيتك أكثر قدرة في البقاء ...

لما لا ترتقي بسموك عند صفاء السماء ....

وتهبط أدنى من الغيوم في الشتاء ...

 

ليس في دنوك إلا التواضع .... فكن متواضع ....

أم انك بحاجة إلى تلك الغيوم ... حين تشعر بالخجل في بعض المواقع ....

أنا اعرف عنك الكثير .... فعشقي لك سبب الدوافع ....

أعرفك خجولاً جداً لذلك أنت بعيداً لا تنال  .... 

 

فمن طبعك صعب المنال ...

أعرفك حساس إلى درجة تفوق الخيال .......

لكن كل ذالك لا يعطيك عذراً لتجعل غيوم الشتاء ....

تحجب نورك وتسلبك الجمال ....

2011-08-24
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد