news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
دَعُوْها نائـِمةً....لَعَنَ اللَّـهُ مَنْ أَيْقَظَها !.. بقلم : مصطفى قاسم عباس

نعم دعوها نائمةً ,سادرةً في أحلامها وغيها, وذاهبةً في سبات عميق.......

دعوها نائمةً كما نام أصحابُ الكهف ثلاثمائةٍ سنينَ وازدادوا تسعاً.....بل تبقى نائمةً أبد الآباد ومدى الدهور والأزمان....


دعوها نائمة لأنها متى استيقظت فإننا  سوف نرى الدماءَ تسيل , والأشلاءَ متناثرة, والعيونَ تبكي , والقلوبَ تتفطر حزناً وأسىً ......

لا توقظوها ففي نومها أمانٌ للعباد, وطمأنينة للنفس , وراحة للبال, وحبور يرتسم على الشفاه والوجوه...

 

دعوها نائمة لأن من يوقظها فسوف تحل عليه لعنةُ الله في السماء , ولعنة العباد على الأرض, ولعن الملائكة والناس أجمعين .

دعوها نائمة لأنها متى استيقظت فلا تستطيع أن تستسلم جفونُها للكرى بسهولة ويسر, بل تتقلب على فراشها ذات اليمين وذات الشمال, وكلبُ حقدها باسط ذراعيه هنا وهناك في الأذى وترويع الناس وسفك الدماء! فلا يغمض لها جفنٌ, ولا تنام من جديد إلا إذا أغمضت للأبرياء أجفاناً لا تُفتَح إلى يوم القيامة!!

دعوها نائمة, حتى ننام آمنين في سربنا, معافَين في أجسادنا, ننعم بنعم الله علينا......

 

ولعلك ـ أيها القارئ الكريم ـإلى الآن تتساءل :

 من هذه الحمقاء القبيحة التي تريدنا أن ندعها نائمة؟! ولم كل هذا التحذير من استيقاظها؟ ولعلك تبالغ في وصفها بكل هذه النعوت والأوصاف.......؟

فأقول: إن هذه القبيحةَ هي الفتنة النائمة التي لعن الله من أيقظها...

 هي الفتنة التي إذا سرت فإنها تسري بين الناس كما تسري النار في الهشيم بلا أدنى هوادة, ولا أقل تؤدة....

 

هي الفتنة التي لا تفرق بين إنسان وآخرَ, فتخبط خبط عشواءَ , وتدقُّ عطرَ مَنْشَمِ, حتى يصل الناس إلى حالة لا يدري القاتلُ فيم قَتَلَ ولا المقتولُ فيم قُتِل ؟

هي الفتنة  يا صاحبي التي لها دعاةٌ على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها .....

إنها الفتنة التي لها قوم كلما رُدوا إلى الفتنة أُركسوا فيها, والتي وصفها الله جل ذكره أيضاً بأنها أشدُّ من القتل...

وقال الله عنهم : ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين.

 

هي الفتنة الهوجاء التي تذر الحليمَ حيرانَ, والعاقل متأملاً, وترى الناس سكارى وماهم بسكارى , ولكن أمر الفتنة عظيم , وخطبها ومصابها جلل....

 وأخيراً:إن الفتنة العمياء هي  التي تخلف دموعَ باكيةٍ, ونوحَ ثكلى, وعويلَ محزونٍ, وشقاء يتيم, ونحيب أرملة .......

ولكي لا أطيل أختم بالدعاء التالي لي ولجميع القراء الكرام :

اللهم قنا فتنة المحيا والممات, وقنا من مضلات الفتن ما أحييتنا, إنك سميع قريب .

2011-08-26
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد