لو تدري بذات يومٍ حينما كنت في الخامسة من عمري وجدتُ نفسي بين أصدقائي و قد جلس كل واحدٍ منهم في حضن أبيه ليُصوَّر لهم فيلم يؤخذ إلى خالي الذي يعيش في الخارج
وبحثتُ عن طيفكَ يناديني إليكَ فلم أجده
ضائعة من دونكَ أنا
أريد أن أجلس معكَ أبثّكَ همومي و تستمع لمشاكلي
لكني مع ذلك أرتشف من صفحات حياتك تذليل الصعاب وتحدِّيها
ملأتَ بعطركَ أنفاس حياتي....
شعاع عينيكَ مصدر قوتي و ضعفي معاً
(طيفكَ يأبى’ أن يفارق مناماماتي في الليالي الباردة )....
قلتُ أتلهَّف لأن يحين الوقت الذي أسمَعُكَ فيه تناديني ...
بِاسمي
قد اِستطعتَ أن تسمِّينيه قبل الرحيل
وتقول لي هاأنذا عدتُ إليكِ فاِجلسي صغيرتي على حضني
كما
الأطفال كانوا يفعلون في الفيلم
-عندها سأقبّل جبينك العالي عندها-
ستغار مني النجوم إذاك
همستَ:
حينها...
سيكون صوتي ينبوعُ دافقٌ يسقي دوحة أحلامكِ
قلتُ وأنا إذاك سأُسمِعكَ كلّ قصائدي
قلتَ: في الجنة عند اللقاء
ستجدين فيَّ حنانًا....تحتارين فيه
وحبًا.... تدهشين منه
-ستعلو ضحكاتنا-
سأراكِ صغيرتي إذاك
كل يومٍ...
مع نسمات الصباح...
عندما أشرب قهوتي
قلتُ سأراكَ هناك تجلس على الأرائك مع الأندلسيين
فقد كنتَ تحبهم و تدرس عنهم في الأزهر مثلي أنا هنا
(في الجنة لن أدعكَ تتركني)
ضائعةُ من دونكَ أنا
وأدعو لكَ و أستغفر ... أنتَ وصية الرحمن
وتَحتدم ضرباتُ قلبي وترتجف ضلوعي تريدكَ عند قبرك
لي منكَ أمي قد اِخترتها لي وبالتالي جَدّي و جَدّتي وخالي
فكانوا لي مصدر حناني وعمود نجاحي و سُموّي
أحاكيكَ عند قبركَ وأقول لكَ
لو كان في اليد حيلة ....لكنتُ قلبتُ القدر
ولصرتُ أنا القتيلة..... وبَقيْتَ أنت القمر
-شكراً ...قد كنتَ سبباً لوجودي-
(في الجنة لن أدعكَ تتركني)
أبتاه...ستهرب الكلمات و حروف الأبجدية كلها مني
لا ادري ما سأقول لك عند لقياكَ بإذن الله في الجنة
يالجنوني بك حينذاك ...
إذ ذاك لن أتركك لحظة واحدة تغيب عني ...
سنأكل معاً..... سنلعب معاً ..... سنحكي معاً عن الدنيا
و ما فعلتَ و فعلتُ في الدنيا ...
وكم كان سروركَ بي عندما رأيتُ الدنيا ....
أو هل كنتَ بي مسرورا؟ !!....
في الجنة....
سأغفو على صدركَ في الجنة .....
بالساعات....
بدلاً من صوركَ في الدنيا
ستغنّي لي مثلما كان جدي يفعل
ستحكي لي قصص ما قبل النّوم
سأرجع طفلة مرة ثانية كي أغفو بين يديك وتَهدي لي
(في الجنة لن أدعكَ تتركني)
سلامٌ مني إليكَ ...وإلى جدي الحبيب أجمل تحية
من الآن لحينها
وحينها على الدنيا المُتعِبة السلام .....
في الجنة
سأسمِعُكَ قصائدي كلها.... وسيكون هناك للحديث وللقصائد بقيَّة
أو ستقرأها معي فإني أريد أن أرى دموعك تسيل كما سالت دموعي
وتقولَ لي....ساديَّة ....ساديَّة ....ساديَّة
الاء عبد السّلام عبدربّه
1 -1-2011
ملاحظة: (ساديَّة) تعني من تتلذَّذ برؤية من هو أمامها يتعذب.
يللا وهلّأ صار دوركم شاركوني بتعليقاتكم و آرائكم
فبدونها لا يكتمل جمال العمل
وأنا أرحّب بأن يُكمل كلّ واحد منكم ما قد كتبتُ
على ذوقكم
و لكن قبل ذلك احب ان اذكركم ان بامكانكم اهداء
هذا العمل مني الى
-إلى كل بعيدٍ عن أولاده لطلاقٍ ,أو لسفر ,أو غير ذلك ليرجع إليهم
-إلى كل يتيم و يتيمة واقول لهم افرحوا بهذا الحديث الشريف ( يقول الله عز وجل ما لعبدي المؤمن جزاء إذا أخذت صفيه من أهل الدنيا فاحتسب إلا الجنة ) فبين سبحانه وتعالى أن ليس للعبد المؤمن عنده جزاء إذا أخذ صفيه - أي محبوبه - من أهل الدنيا فصبر واحتسب إلا الجنة ، وهذا فضل من الله عظيم وهكذا الزوج والزوجة وسائر الأقرباء والأصدقاء إذا صبروا واحتسبوا دخلوا في هذا الحديث مع مراعاة سلامتهم مما قد يمنع ذلك من الموت على شيء من كبائر الذنوب ، نسأل الله السلامة
-إلى كل والد قد سيطرت الدنيا عليه بماديّتها,فشغلته عن الالتفات لحاجات أولاده;
-إلى كل مهمل, و مهملة لآبائهما ونسوا بأن الوالد هو( وسَطٌ) أبواب الجنة
أي (خيرها) كما جاء في الحديث الشريف "فإن شئتَ , فأضع ذلك الباب أو اِحفظه"
-إلى كل ابٍ اِنزعج لمجيء اِبنته إلى الدنيا
و تناسى عظيم حظه في الاخرة ان فعل كما جاء في الحديث
عن أبي هريره -رضي الله عنه -عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من كان له ثلاث بنات
فصبر علي لأوائهن وضرائهن وسرائهن ، أدخله الله الجنه بفضل رحمته إياهن )) .فقال رجل :أو اثنتان يارسول
الله ؟ قال : ((أو اثنتان )) ، فقال رجل : أو واحده يا رسول الله ؟ قال : (( أو واحدة
-إلى كل غربي ترك والديه
-الى كل من بقلبه ذرّة من وفاء لوالديه