news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
الدراما السورية .... تفوق و أخطاء بالجملة ؟... بقلم : شادي العرنجي

لا يختلف أحدنا مع الآخر على أن الدراما السورية تفوقت بجدارة على الساحة العربية و خصوصا هذا الموسم و لو وجد دعم أكبر و هيكلة صحيحة لهذه الصناعة لتقدمت الدراما السورية إلى الساحة الدولية بقوة .


ولكن في زخم هذا الإنتاج الكبير و السرعة المطلوبة لإنهاء الأعمال قبل موسم رمضان الدسم بأعماله كثرت الأخطاء في هذه الأعمال , أخطاء قد تكون صعبة الملاحظة و لكنها تؤسس لأخطاء أكبر في المستقبل .

 

و رغم أنني لست من المتابعين بشكل كبير للمسلسلات , إلا أنني لاحظت الكثير من الأخطاء فيها . فكيف لو أنني كنت من المتابعين لكل الأعمال ؟ لكنت خرجت بمجموع أخطاء أكبر من ذلك .

 

يمكن أن نضع هذه الأخطاء ضمن حالتين :

1 – الحالة الأولى هي ما ينافي المنطق و الواقع في القصة فمثلا في مسلسل الولادة من الخاصرة يقوم أحد حراس منزل المقدم رؤوف  و رغم وجود الحراس معه و دون الخوف من أن يثير شكوكهم بالدخول إلى الفيلا و البقاء مع زوجة المقدم لوقت طويل و بعدها يدخل إلى الحمام و يستحم و يخرج مغنيا بتمهل و كأنه في بيته , دون أن يخاف ولو للحظة من عودة المقدم إلى منزله أو حتى الخوف من الحراس وشكوكهم ؟ عدا عن الشجاعة الكبيرة لزوجة المقدم و التي ترتجف خوفا عند دخوله إلى غرفتها ؟ هذا الحدث غير منطقي ويسيء إلى العمل و مصداقيته .

 

2- الحالة الثانية و هي الأخطاء التقنية و التي تتعلق بصحة ما يعرض في هذه الأعمال .

و إليكم بعض الحالات :

 

في مسلسل (( ملح الحياة )) تظهر إحدى السيارات من حقبة الخمسينيات من القرن الماضي و هي تحمل مصابيح أمامية من نوع (( زينون )) المبهرة و التي لم تكن موجودة بتلك الفترة , ثم يظهر مشهد مطاردة بالكلاب البوليسية و الأمطار تهطل بغزارة و من المعروف أن الكلاب البوليسية لا يمكنها تتبع الروائح في حال المطر الغزير , و أيضا مشهد مطاردة الكلاب البوليسية لأحد الهاربين و من المعروف أن الكلاب البوليسية هي التي تسير بالمقدمة و تتعقب الروائح بينما في هذا المشهد يكون الجندي في المقدمة و الكلاب خلفه ؟؟؟  وتتبعه ؟؟ و الأغرب من ذلك أن تقوم مجموعة ثانية بالمطاردة خطوة بخطوة دون كلاب , ولا أعرف إن كان الجنود في هذه المجموعة يشمون الروائح ؟ مع احترامي الشديد للكومبارس في هذا المشهد . و لكن الأغرب من هذا كله ... بعد أن يقتل الجنود أحد المطلوبين , يقوم الجنود بسحبه على الأرض من يديه , و يا سبحان الله رغم أنه ميت فإنه يشد بيديه على يد الجنود حتى لا يفلت ؟؟  

 

و في مشهد آخر طلب من أحد الدوريات مراقبة سيارة قادمة من لبنان ومعرفة وجهتها بشكل سري , ولكن الدورية تقف بشكل واضح على قارعة الطريق و بسيارة عسكرية دون تخفي و عندما تظهر السيارة المطلوبة وقبل أن تصل يقفز العناصر إلى السيارة و ينطلقون مسرعين خلف السيارة المطلوبة ؟؟ يعني و بشكل منطقي سيعرف من يركب السيارة أنه مراقب , إلا اللهم إن كانوا عميانا ؟؟ مع العلم أن رجال المخابرات السورية بتلك الفترة كانوا على كفاءة عالية مشهودة .

 

وفي مسلسل الدبور و أثناء مشهد إعدام الفنان ( خالد تاجا الله يطول بعمره ) يطلق أحدهم النار عليه من الخلف و من مسافة قريبة جدا و يصيبه إصابة مباشرة في العمود الفقري , و طبعا النتيجة الطبية الحتمية لهذه الإصابة هي الشلل الفوري المباشر للأطراف السفلية ,,, ولكنه يستمر بتحريك قدميه بشكل طبيعي ؟؟

 

وفي مسلسل (( رجال العز )) المشهد الأخير تستعد نساء الحارة على الأسطح مع البنادق , ثم نشاهد أن كل النساء الموجودات قمن بتلقيم البنادق , و لكن المفاجأة أنه عندما فتح باب الحارة قامت جميع النساء بتلقيم البنادق مرة ثانية رغم أنه لم تطلق أي رصاصة منها ؟؟ عدا عن أنه من يعرف عادات دمشق القديمة يتأكد أنه من المستحيل في هذا الموقف أن يترك الرجال النساء في البيوت خوفا من أن يهزموا في المعركة فتصبح نسائهم بيد الفرنسيين الذين لن يترددوا في الاعتداء عليهم ؟

 

-         طبعا هناك الكثير و المزيد من الأخطاء ولكني لا أريد الإطالة عليكم , و قد يختلف معي بعضكم و يقول أنها أخطاء بسيطة لا يجب التركيز عليها ؟ لكن دائما في الدراما الناجحة يجب تجاوز الأخطاء مهما كانت صغيرة , لأن الدراما عندما تحترم جمهورها بأدق التفاصيل فإنها تربح حبه و متابعته . و الثقة الزائدة بالنفس تقود إلى الفشل لأن صاحبها يعتقد أنه لا يمكن أن يخطئ , و لكن يخطئ و يكرر ذلك حتى يفشل .

-         أتمنى للدراما السورية الممتعة المزيد من النجاح و التفوق , لأنها صناعة مهمة جدا .

 

2011-09-18
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد