في كل زاوية ... في كل شارع ترى أطفال يشحدون  .. من فقرهم جائعون والناس من حولهم يركضون

كل على رزقه ... كي يأكلون .. ومن دون عشاءٍ أطفالهم لا ينامون

من أجبر الأب على رمي ابنه في الطريق

وما عاد في الدنيا لا أخ ولا صديق

والفقر المجرم في بلادنا طليق

يفتك بأبنائنا ويدب في العين دمع الحريق

اطفال المقاعد على مقاعد المواقف يشحدون

في العراء ينامون

كلنا نراهم ولكن ما نحن بفاعلون ؟

والفقر الساري بالجسد

والظلم الطبقي في البلد

والناس تكوى بنار البؤس وتقول أحدٌ أحد

يقولون أيا ربي زرعتنا في الدنيا كل وتد

الناس بالسرقة تسير إلى الأمام

ونحن إلى الوراء في هذا البلد

والناس تغمض أعينها عنهم

وعنا أيضاً لا أحد

طفلنا بالمجاري غريق

والثاني تكويه الشمس كالحريق

والثالث جوعه لا يطيق

وأبٌ مسكين

يعلو من صدره الأنين

يركض لاهثاً وراء حفنة طحين ... والطحين سراب

ضائعٌ حق أطفالنا دون عقاب

ويمر أبناء المترفون

آبائهم من مال الشعب يسرقون

يخمرون ويسكرون

وبمال أطفالنا يعبثون

في ليالٍ حمرٍ يسهرون

وطفلي الواقف على باب خمارتهم السدقة لا يعطون

والناس أعينهم يغمضون ويغمضون

ونحن في الفقر غارقون

كلنا نرى ولكن نقول اصمت حتى لا يسمعون

والغضب علينا يحلون

نرى الخطأ ورأسنا بالتراب واضعون

اطفالنا ما ذنبهم أيها الناس

هل فقد ابن ادم في بلادنا الإحساس

إلى متى سيحرم ابني من مدرسته من اجل ثمن اللباس

إلى متى سيحرم من القلم والقرطاس

إلى متى سأبقى فقيراً كي تشتري أنت السيجار و الكاس

وتزين الراقصات بالذهب والماس

إلى متى سيبقى الفاسد فينا دون قصاص

لا يهمني من عارض ولا من والى ولا يهمني صوت الرصاص

ابنائي ينهش بهم الجوع والفقر بدنما كالمصاص

أطفالنا يشحدون

في الشوارع نائمون

من المدارس محرومون

وأنتم بالفتات علينا تتشدقون

أيحرم من جنة الأرض الطيبون

ولا الفاسدون فيها منعمون

كلنا نراهم والطرف عنهم غاضضون

ااطفالنا يشحدون ... وسيبقوا يشحدون