ويتمزق قلب الشام حزناً على دماء السوريين .. كل السوريين .. لسنا بصدد الحديث عن جهة أو فئة منهم..
الكل دماؤهم غالية على قلوبنا .. الكل نحزن لشقائهم ونسعد بسعادتهم .. فالكل سوريون ..
الكل أبناء هذه الأرض الطاهرة ..
أنشودة المطر
على الرصيف يهطل المطرْ
وتنحني الآلام والفكرْ
على الرصيف تسقط الدموعْ
تشَرّد الزهور والشموعْ
على الرصيف ننتهي
وينزف القمرْ
يا إخوتي بالله هل ترون في رصيفنا
المزركش الجبينْ
جباهنا مطليّة بالخوف والشرود والحنينْ
بالله هل ترون رغبة الجنينْ
بالنوم في أرجوحة الزمانْ
بالسفر الطويل دون عودةٍ
ليشرب الترابْ
ويزفر الضبابْ
في سلة السحابْ
لتختفي من قبرهِ
ملامح الذئاب والبشرْ
الطفل في المغارة الظلماء دون ماءْ
وأمه تحس بالعناءْ
والسيف فوق نحرها يواصل التهديد في دهاءْ
لكنها تواصل الدعاءْ
وتعجن الدموع بالبكاءْ
لينطق المطرْ
مطر .. مطر .. مطرْ
وفي العروق جوعْ
بوركت يا يسوعْ
قميصنا مهترئٌ
وزره مقطوعْ
يا شاعر الأمطار والسحابْ
يا سيدي السيّابْ
مطر مطر مطر
وفي المساء يبدأ السفرْ
نجومنا يعصرها بخفّةٍ
ضوء القمرْ
فتنحت التاريخ بالحجرْ
وتصرخ البروق والرعود والغيوم والنجوم والسماء والطيور والزهورُ
لا مفرْ
أكوابنا تفر من شفاهنا
ظمآنة تلك الكؤوسْ
فنحن في ثغورها
نحطم الرماح والسيوف والتروسْ
نطأطئ الرؤوسْ
ظمآنة أكوابنا تهتز دون ماءْ
وعطرنا يجف فوق همنا
تاريخنا يسيل مثل جرحنا
فتخفت الأصواتْ
ليستوي الأحياء والأمواتْ
ويُسفَح النداءْ
في قصة الحنين والشرودْ
تترجم المشاهد العمياء في برودْ
وتحرق الأزهار والأشواك والخدودْ
إلى متى تقسّم الخريطةَ الحدودْ
إلى متى تقسم الخريطة الحدودْ
وددت لو أكونْ
فراشة حمامة قصيدةً
تكحل النسيم والغصونْ
وددت لو أكونْ
أنشودة على شفاه طفلةٍ
وددت لو أكون أي شيءْ
لكنني رفضت أن أعود إنساناً بلا محبةٍ
وأحمل الكراهية
ففي عقيدتي
كل الجباه عاليه
كل الدماء غالية
ففي عقيدتي محبة لا تنتهي
مهما تسيء الساقية
أشجارنا من حزنها
تمزقت أوراقها
أغصانها على التلال عارية
لأننا لم نتقن الربيعْ
لأننا في موسم اللابيع شئنا أن نبيعْ
ليعلم الجميعْ
أن التراب لن يضيعْ
أن الحقول لن تموت في ضميرنا المنيعْ
فليهطل المطرْ
مطر مطر مطر
حروفنا مطرْ
أوراقنا دفاتر المطرْ
أقلامنا سنابل يحبها المطرْ
وكل ما نكتبه قصيدةٌ
لا تنحني حروفها
عنوانها
أنشودة المطرْ
مطر مطر مطرْ