news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
خواطر
إنها دمشق يا أعداء الحياة ... بقلم : عامر نصري خرمة

أؤمن أن الارض من جلدي


وأن كل فصول العام من طبعي

وأنني من ماء عذب ومالح

 

وأنني حلو ومر وحامض ولاذع وأحيانا بلا نكهات

أؤمن أن الأنثى من صلبي

وأنني في الاصل من بطون الأمهات

أؤمن أن الجنة من حلمي وأن النار من خوفي

 

وأن الحب من فرحي ومن يأسي

وانني كدمشق نبيّ والرسالات حمامات

تشرق الشمس من عيني واحيانا من فكري

واحيانا تغيب من حقدي

 

واحيانا أراها في جيوب الأولياء

تأخذ بعض  الكرامات

واحيانا لا أرها في أيام الحزن الممطرات

أؤمن أن الموت من نومي وانني في الحلم أبعث من جديد

وأن الليل هو قبري وان القمر هو رخامة يكتب عليها أسباب الوفاة

 

وأن النجوم كانت كأضرحة مبعثرات

أؤمن أنني متجذّر كالأشجار في قلب دمشق

مزهر كالياسمين في الطرقات

رائحة البن تعرٌقي

صوت المآذن صوتي

 

شقاوة طفل شقاوتي

وتصوّفي رفاعي درويشي  نقشبندي مولوي

وترنيماتي كاثوليكية مارونية سيريانية

دياناتي كل المعتقدات

وروحي روح الله في الارض وفي السموات

 

أنا عاشق لدمشق

كتبتها بالطبشور احيانا على الجدران

كتبتها في دفتر التلميذ وقت الدرس ورسمت بالكلمات

بيت قديما وإسفرجلا وتفاح وتينا

 

وياسمينا متمددا  كفتاة مراهقة تعانق الحارات

أنا مؤمن بأحشاء امي لأنها رسمت شكل شرياني

فأصبح كزقاق دمشقي من حنين وممرات

أنا مؤمن برئة أمي لأنها تنفست الغوطة في رئتي

 

فأصبحت أنفاسي مشمشا ودرّاقا  وملايين من الزهرات

أنا مؤمن برفات أمي لأنه  طيّب تراب دمشق

لأنه إنعجن بياسمين دمشق

فأصبح عطرا لشيخ  في باحة  الأموي يهمّ الى الصلاة

 

أنا مؤمن بخلود امي لأنها دمشق التي لا تموت في النسيان

لأنها دمشق التي تهب الحياة

في كل يوم  أولد من جديد من سبعة أرحام  لأم واحدة

تقرع الكنائس أجراسها لطفل يتعمّد في باحة كنيسة

 

وفي أذنيه أصوات تكبيرات

أنا مؤمن بدمشقيتي بسوريتي بعروبتي باسلامي ومسيحيتي

بإنتصاري وهزيمتي وإنكساري وعزيمتي

هكذا علمتني دمشق يا أعداء الحياة.....

2011-10-16
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد