news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
خواطر
إياك والنجاح! ... بقلم : د. أحمد الغفري

نجح في كل عمل قام به لأنه، بكل بساطة، لم يكن يوافق على تكليفه بعمل إذا لم يكن واثقاً من أنه سيتقنه، وسيتفنن في تطويره، ويترك بصماته المتميزة عليه. لم يكن يسير على ما وجد عليه سابقيه، بل كان يبدع في التطوير والتحديث، قبل أن يصبح التطوير والتحديث شعاراً يمتشقه كل متخلف وعصملي ليصل إلى ما يطمح إليه، طمعاً لا كفاءة ولا علماً.


ولكن النجاح في الجو المستنقعي الذي عاشه لم يكن نعمة، وإنما كان نقمة. لم يكن الفاشلون الطامعون يحسدونه فحسب، وإنما كانوا يشنّون عليه حملات شعواء غايتها تسفيه كل ما يقوم به، وإطلاق العنان لحقدهم ليقف سداً أمام كل عمل يقوم به للتطوير والتحديث.

 

كان كل مناوئ له يتصور أن كل عمل، ولو كان لا يفقه فيه شيئاً، يمكن أن يتقنه خلال شهر أو شهرين، ويتحول فيه إلى فارس لا يشق له فيه غبار. وعندما قال لأحد الطامعين: إنه قد لا يتعلم شيئاً خلال سنوات، أبدى انزعاجه، وأصر على أنه قادر على ذلك خلال شهر أو شهرين، وبعد مضي سنوات عدة أعلن المطلعون، الذين وقفوا على الحياد في بداية المعركة، أن هذا الطامع لم يتعلم شيئاً، ولن يتعلم، في المستقبل المنظور وغير المنظور، لأن ثقافته على مدى عقود من الزمن، انحصرت في الطرنيب وطاولة النرد والدس والتآمر على الناجحين بغية منافستهم والتفوق عليهم. وكان يفلح إلى حين، إلى أن تنكشف عورة ثقافته، ويصبح أضحوكة على لسان كل من عرفه.

 

كان الطامعون، على مدى حياته، كثراً، ولم يمر عمل قام به إلا وتنطح له وللحلول محله، طامعون. فكانت سيرة حياته سلسلة معارك، لم يقرر خوضها، وإنما فرضت عليه فرضاً. كان يخلي ميدان المعركة للطامعين منطلقاً من شعار درج على التمسك به عقوداً من الزمن: إنه لا ينافس (الطنبرجية). أما الطنبرجية  فكانوا يسعون دون كلل، للإساءة إليه ومنافسته.

 

كان يفرح، كما الأطفال، عندما يكتشف كفاءة كامنة، ويعمل ما بوسعه ليكشفها لصاحبها وللناس.

ولكن نصيحته الأخيرة للكفاءات الكامنة أصبحت نصيحتين:

ـ إياك أن تكون ناجحاً في عملك وحياتك، فذاك مجلبة لدبابير الطامعين!

ـ لا تنافس الطنبرجية.

 وتذكر قول الإمام علي بن أبي طالب على الدوام: ما ناقشت عالماً إلا غلبته، وما ناقشت جاهلاً إلا غلبني!

 

2011-10-20
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)