قالوا قديما ً:الأمور في خواتيمها أما نحن العرب فقد باتت أمورنا كلها تبدأ في الخواتيم ومنذ البدء والنصف,والخاتمة
كل قوانين الكون تسير على منطق البداية والنهاية, أما عرباننا يبدؤون من النهاية بل ومن بعد النهاية من فراغ ودمار وموت هم بالغوه , وينتهون في البداية بل في بدو البدء والبداية ليس لينهضوا من جديد وإنما كي يغوصون من جديد
وهنا أتوقف لأني قد أواجه من يقول لي أنت لا تجيد أكثر من جلد الذات وكأن الذات ملكي أو ملكه ..فحتى قوانين الميراث عُدلت دوليا ً فلا ذات لي أو ذات ٌ لكَ.. وبات علينا التخلص من كل ما نملك بما فيها عقائدنا خدمة (للخلاص )و(وحدة المصير) وكأن في ذلك خيارات مفتوحة لأنه هو المصير الذي رُسم َ لنا ولسنا نحن نحيد عنه فيما لو قررنا....
وفي جميع حالاته هو مصير واحد.. لن نفر منه مرسوم ومقدر وهو في لوحنا المحفوظ في بيت أمين بتنا نحج إليه ونتبرك بحجره الأبيض !
ونظن رب ذاك البيت حبشيا وربما سيوحى إلينا عما قريب بأن نناديه المؤذن بلال وربما سيؤذن فينا وبعضنا صار يتوجه له إن مسه ضر أو هلع في بلاده فيجيبه أبشر أنا سأكون لبيتك الرب الذي سيحميه..
خمسة وسبعون عاما و(الشعب العربي يريد..) وأرباب البيت ذي الحجر الأبيض (لا يريدون)
خمسة وسبعون عاما ًو(شعب فلسطين يريد..)الحرية والحياة وهم لا يريدون ..
و(شعب تونس وأبو القاسم الشابي يريد..) و كان (شعب العراق يريد.. )
وكان( شعب ليبيا يريد..) و(شعب لبنان يريد.). و(شعب السودان يريد..)
والآن(شعب سوريا يريد..) وفي قادم الأيام كل( الشعب العربي يريد..)
مات الملايين وهم لا يريدون شُردت ملايين أخرىِ والأرباب لا يريدون
أما اليوم فهم يريدون كل ما نريده نحن يريدونه لكن لأنفسهم
ولا يريدون لنا ما نريد لأنفسنا
فأبو القاسم أراد الحياة للشعب
وأحمد شوقي أراد الحرية للشعب
لكن الأغراب ألبسوا مبتغاهم لبس ما نريد وأتونا بكل ما يعقل ومالا يعقل أتونا بالحرية المسمومة وكيف يريدونها موتا زؤاما ً لناو ومعها خلاصنا بأن نقبل الموت والإرتهان وهو الحل الوحيد للخلاص...
خلاص العراق كان بملايين القتلى والمشردين والمهجرين وسجون خمس أقمار وفيها ما فيها من البنى التحتية العلوية والسفلية
جاؤوا بكل جحافلهم لتحرير وتخليص العراق من الرئيس السابق صدام حسين فأعدموه بكل المذلة و لكل العرب في يوم جمعة حرام وشهر حرام وفي أول أيام عيد الأضحى والحجيج بمكة والعالم الغربي كان يحتفل بأول يوم من العام الميلادي الجديد والمنفذون من طائفة إسلامية والمنفذ به من أختها والأجر نفط مسبق الدفع لخمسين عاما قادمة وإقتتال طائفي لمئات الأعوام
وفي اليمن لا خلاص ولا مخاض ومستقبل مجهول
هكذا كان خلاص العراق المستمر لليوم تفجيرا ونهبا وموتا ً
وفي مصر أزيح الرئيس السابق حسني مبارك لكن .. الخلاص عسير والمخاض أعسر والمطلوب من مصر (للخلاص) ستكشفه الأيام...
وخلاص ليبيا بدأ بحظر طيران لحماية المدنيين فقتل بهذه الحماية الدولية مائة ألف مدني وهاجر مئات الآلاف.. وستقبض فرنسا ثلث نفط ليبيا خمسين عاما ً وأجهزوا على رئيس ليبيا السابق معمر القذافي بوحشية بعد آسره وبنفس الشهر الحرام وبأيد إسلامية أيضا...ليستعر الإقتتال الطائفي والقبلي هنا أيضا ً(والشعب هو الذي يريد..)...!!
والقتل في سوريا يتركز في أيام الجمعة بعد الصلاة وبأيد إسلامية وكل طائفة تقتل ابن أختها وفي كل الأشهر الحرم وغير الحرم(والشعب يريد.. لكن كل ما لا يريد) وفي أحسن أحوال شفقتهم يتهم أبناء الشعب الذين يخدمون في الجيش بدم إخوتهم
ومن يكشف الحقيقة يتهم بوطنيته وصدق نواياه بل هو مؤيد للإستعمار!! طالما انه ضد الخلاص بهذه الطريقة الحرة(الفرانكو –انجلو- ساكسونية)
الديموقراطية الشعبية الإشتراكية المحملة بالسم الزعاف
والإعلام يسوق الموت الموجه يوميا ً
هل حقا ً هذا (ما كان الشعب العربي يريده..) ؟
أُزيحَ الحكامُ لكن ما الذي حلَّ بالشعوب العربية غير الضياع ؟
التي ما عاد لها مستقبل غير الضياع في الصحراء العربية..هذا إن قبلها الضياع..والعواء أخيرا ًوبلا مأوى ونستوقد النار من الحطب..
وهل هذا هو خلاصنا المأمول....
بل هو خلاص وسلامة "إسرائيل " بأن نصل إلى هذا الخلاص الشرق أوسطي الجديد.. بكل فوضاه الخلاقة.....وقد وصلنا ...فحلال على الشاطر وشكرا ً لمن أوصل الأمة العربية لهذا الخلاص و بهذه الروعة الدرامية
...محمد العلوني ..
في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة 1432هـ